
تواصلت الاحتجاجات الفلسطينية في الضفة الغربية تنديداً باعتداء سلطات الاحتلال على المقدّسات الإسلامية, وقامت قوات الاحتلال باستخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق المواطنين الفلسطينيين المشاركين في المسيرات.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتدتف في قرية "بيت أمر" على مسيرة نظمتها اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان ومشروع التضامن الفلسطيني، وشارك فيها المئات من أهالي البلدة، انطلقت من سوق الخضار المركزي وصولاً إلى طريق (القدس-الخليل)، للتنديد باعتداء قوات الاحتلال على المقدسات.
وأشارت المصادر إلى أن جنود الاحتلال هاجموا المسيرة، وحاولوا قمعها بإطلاق قنابل الغاز المدمع والصوت والرصاص المطاطي، ما أدّى لإصابة أربعة مواطنين بالرصاص المعدني.
كما أصيب ستة مواطنين آخرين بحالات إغماء جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع؛ حيث قامت طواقم الهلال الأحمر بعلاجهم ميدانياً.
وفي "عراق بورين"؛ قالت مصادر طبيّة "إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجراح متوسطة في القرية الواقعة قرب نابلس في شمال الضفة، في حين تعرض العشرات منهم للاختناق بسبب إطلاق الاحتلال للقنابل الغازية صوبهم، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفيات في نابلس" .
على نفس الصعيد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بيانا أدانت فيه ممارسات الاحتلال تجاه المقدسات الإسلامية في فلسطين, واستنكرت التخاذل العربي والإسلامي في نصرة المقدسات.
وقال بيان الجماعة: "في الوقت الذي باتت فيه مقدسات أمتنا العربية والإسلامية في خطر .. وبعد أن صعّد العدو الصهيوني عدوانه على الأراضي والعرض وأراق الدماء وعاث في فلسطين فساداً ... توجه بإجرامه لاغتصاب المقدسات الإسلامية كالحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح زاعماً أنها تدخل ضمن الآثار اليهودية!".
وأضاف البيان: "وخلال الأسبوع الماضي باتت التهديدات الموجهة صوب المسجد الأقصى واقعاً على الأرض يهدد وجوده ويستبيح حرمته ويضرب بعرض الحائط مكانة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى مليار ومائتي مليون مسلم دون أن يتحرك النظام الإسلامي والعربي ضد هذا الصلف والإجرام الصهيوني".
وتابع البيان: "ويرى الإخوان المسلمين أن اقتحام المسجد الأقصى واستباحة ساحته والتعدي على المصلين والمرابطين فيه جريمة مستمرة يتحمل وزرها العالم كله الذي لاذ كعادته بالصمت وأكدت تصرفاته شبهة التواطؤ مع الصهاينة الذين لم يحترموا التراث الإنساني ويواصلون التعدي على عقائد الناس . ولم يحترموا مواثيق حقوق الإنسان وأظهر كل مؤسسات العالم وقوانينه عاجزة أن تقول للصهاينة "لا" لممارساتهم الوحشية" .
وأكدت الجماعة في بيانها على عدة أمور وهي:
1. إن العديد من الأنظمة العربية والإسلامية تغض الطرف عن إجرام الصهاينة ضد الأقصى في الوقت الذي يجب على كل هذه الأنظمة أن تعلن غضبتها – على أقل تقدير - لما يحدث فيه وتتخذ الإجراءات الكفيلة لمنع العدو الصهيوني من العدوان والطغيان والقتل المستمر لإخواننا في فلسطين وعدم الإبقاء على أي نوع من، العلاقات -على أي صعيد سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو رياضي ... إلخ - مع هذ العدو الصهيوني حتى لا يكونوا شريكاً له في جرمه الذي لن يغفره له الشعوب صاحبة الحق الإسلامي والعربي .
2. ضرورة قيام جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ موقفاً واحداً يمثل العالم العربي والإسلامي ضد الصهاينة, خاصة وأن موقف وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير لم يكن على حجم الحدث مما أعطى للعدو انطباعاً سلبياً حول مدى قدرة الأنظمة على اتخاذ موقف حقيقي!.
3. يجب أن تتوقف السلطة الفلسطينية عن السعي للتفاوض مع العدو الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أو الجلوس مع ممثليه على طاولة واحدة في الوقت الذي تهدد فيه قواته أمن المسجد الأقصى وباقي المقدسات.
4. لا معنى لجولة ما يسمى بالمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط لأن مجرمي الكيان الصهيوني قرروا أن يستقبلوه باقتحام الأقصى لفضح نواياهم وإعلان مخططاتهم الحقيقية فليعد من حيث جاء .
5. يجب على النظام المصري أن يعيد النظر في غلقه للمعابر وبنائه لجدار الفصل العنصري خاصة بعد أن سقطت أوهام السلام التي يتحدث عنها الصهاينة ويرددها البعض من بني جلدتنا في الوقت الذي صار فرض الوقت فيه هو دعم المقاوم الفلسطيني بكافة السبل حتى يستطيع الصمود والدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها .
6. على كافة الفصائل الفلسطينية أن تنحي خلافاتها جانباً وأن تستنفر كل طاقاتها للرباط في ساحة الأقصى وأكنافه للحيلولة دون وقوع كارثة حقيقية تهدد قبلة المسلمين الأولى .
7. يجب على منظمات المجتمع المدني العربي والإسلامي وتنظيماته النقابية بكافة أنواعها واتحاداته وجمعياته وأحزابه وحركاته أن تتفاعل مع حجم الخطر المحدق بالأقصى عبر كافة ألوان الفعل.
8. على كل مسلم أن يسعى لمناصرة المسجد الأقصى الأسير والمهدد بالهدم والاستباحة من قبل العدو الصهيوني عبر كل وسائل الدعم المادي والمعنوي وان ترفع الأمة صوتها وتعلن غضبتها ضد الصهاينة وأنصارهم والمطبعين معهم .