بدأت أزمة جديدة في التصاعد بين الحكومة الكويتية والبرلمان وذلك على خلفية قيام "الجمعية الثقافية الاجتماعية" بتنظيم حفل مسرحي تضمن تجسيد شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال مصادر صحفية: إن عددا من النواب استنكروا تنظيم هذا الحفل، ووجهوا انتقادات حادة للقائمين عليه، مؤكدين أن تجسيد شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على المسرح، يتعارض مع الفتاوى الصادرة من عدة جهات والرافضة لتجسيد شخصيات الأنبياء والرسل والصحابة في الأعمال التمثيلية.
وطالب النائب مبارك الوعلان رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بتقديم تفسير لتواجد وزير البلدية والأشغال فاضل صفر في الحفل، معرباً عن أسفه لهذا العرض المسرحي، داعيا الجهات المسؤولة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا الخطأ الجسيم.
من جهته, طالب النائب وليد الطبطبائي وزارة الداخلية بالتحقيق فيما جرى، لافتا إلى إجماع المراجع الفقهية الإسلامية على مستوى العالم على عدم جواز تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء والرسل كافة، بأية صورة من الصور، حفظاً لمكانتهم العالية من أي انتقاص، وهو أمر منصوص عليه في قوانين الكويت.
وانتقد النائب محمد هايف، تصوير شخص الرسول صلى الله عليه وسلم في مشهد تمثيلي، معتبراً أنه أمر مؤسف وجرأة من قوم يدعون حبه صلى الله عليه وسلم، وقال: يجب تنزيه الرسول الكريم والنأي بمكانته الشريفة عن أي مشاهد تمثيلية، معتبراً أن هذا خروج على الشريعة ومبادئها السامية التي حفظت مكانته صلى الله عليه وآله وأصحابه رضي الله عنهم.
وتعددت في الفترة الأخيرة الأعمال التمثيلية التي يتم فيها تجسيد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, والتي تقوم عليها جهات شيعية.
وكانت المغرب قد رفضت السماح لمخرج إيراني بتصوير فيلم على أراضيها يجسد شخصية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, في وقت ظهر فيلم شيعي من إنتاج إيراني، مدته ساعتان، بثته كافة المنابر الإعلامية الشيعية، يتم فيه تجسيد شخصية النبي الكريم إبراهيم عليه السلام.
كما أثار مسلسل أنتجه التلفزيون الإيراني وعرض على قنوات عربية الشهر الماضي، حول حياة النبي يوسف عليه السلام، انتقادات واسعة، حيث تم تجسيد شخصية النبي يوسف عليه السلام في المسلسل.
وكان مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر قد أكد مؤخرا على حرمة تجسيد الأنبياء عليهم السلام وكبار الصحابة رضي الله عنهم في الأعمال الدرامية نظرا لما لهم من منزلة عالية في نفوس المسلمين.
