
تواصلت ردود الفعل الغاضبة من قبل أنقرة على قرار الكونجرس الأمريكي بشأن اتهام تركيا بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الأرمن في عهد الحكم العثماني, حيث اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن قرار لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس وقح ومضحك ويهدد بإبطاء التقارب بين تركيا وأرمينيا.
وقال أوغلو: إن تبني القرار من قبل لجنة الكونجرس لا يهدد فقط بإبطاء التقارب الذي حصل مؤخراً بين تركيا وأرمينيا، لا بل يعرّض العملية بشكل كامل للخطر، داعياً الإدارة الأمريكية لبذل جهود أكثر لوقف مثل هذه المحاولات.
وأوضح أن المسألة ستبحث مع الرئيس التركي عبد الله جول والحكومة والمعارضة، كونها مسألة تتعلق بالكرامة الوطنية لتركيا.
وأكد أوغلو لوسائل الإعلام التركية أنه يمكن تحقيق تطبيع العلاقات مع أرمينيا عندما يجلس الطرفان للتحادث معاً، مجدداً الدعوة لتشكيل لجنة تاريخية مشتركة.
وأضاف أوغلو: إن البلاد لن تتخذ أي قرار تحت الضغط بأي حال من الأحوال مشككاً بنوايا واشنطن من قرارها اعتبار مقتل أرمن على يد عثمانيين في العام 1915 "إبادة جماعية".
وتابع: التصويت الوقح والمضحك يشير إلى أنها الطريقة والمسلك الخاطئين لحل القضية؛ فالصورة التي رأيناها أظهرت للعالم كله كم من الخاطئ الحكم على حوادث تاريخية بالبرلمان.
من جهتها, تعهدت إدارة الرئيس أوباما بأنها ستسعى إلى عدم إقرار القانون الذي تبناه الكونجرس.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: إن إدارة بلدها "ستبذل أقصى جهدها" من أجل الحيلولة دون ذلك.
وكانت كلينتون قد قالت قبل إقرار القانون في الكونجرس: "نحن ضد هذا القرار. ونحن نعتقد الآن أن كونجرس الولايات المتحدة لن يأخذ أي قرار في المسألة."
ويدعو القرار الرئيس باراك أوباما إلى التكفل بأن تعكس سياسة الولايات المتحدة الخارجية فهما لتعبير "إبادة جماعية"، وأن تضفي على مقتل الأرمنيين هذا الوصف.
وقد تبنت نفس اللجنة قرارا مماثلا قبل سنتين لم يتمكن من بلوغ مرحلة التصويت بعد أن ضغطت إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
وكانت تركيا قد استدعت سفيرها من الولايات المتحدة للتشاور احتجاجا على قرار الكونجرس.
وقال بيان للحكومة التركية: "إننا ندين هذا القرار الذى يتهم الأمة التركية بجريمة لم ترتكبها"، مضيفا "على إثر هذا التطور، تم استدعاء سفيرنا فى واشنطن نامق تان إلى أنقرة للتشاور".