
أكد سفير ليبيا لدى الولايات المتحدة علي اوجلي ان الزعيم الليبي معمر القذافي لم يكن يعني الكفاح المسلح عندما دعا الى الجهاد ضد سويسرا، وذلك بعد تأكيد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه لم يكن يقصد الإساءة لشخص الزعيم الليبي معمر القذافي، ولكن المتحدث لم يصل إلى حد تقديم اعتذار كما طالبت ليبيا.
وقال السفير الليبي أمس الخميس في تصريحات صحفية ان ليبيا جادة بشأن علاقاتها مع واشنطن لكنها لن تسمح باهانة زعيمها في اشارة الى تعليقات تتسم بالاستهانة ادلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي جي كرولي الاسبوع الماضي.
وأوضح علي أوجلي أن طرابلس ما زالت تتوقع اعتذارا عن انتقاد الولايات المتحدة لتصريحات القذافي الأخيرة.
واضاف قائلا "لدينا علاقات جيدة وجادة. لدينا استثمارات أمريكية في بلدنا ولا أريد لهذه العلاقة القائمة على مدى السنوات الخمس الماضية أن تتضرر ... ينبغي أن يحترم كل منا الاخر. يجب أن نكون جادين عندما نتعامل مع قضايا تخص علاقاتنا."
وقال اوجلي "انها دعوة لمقاطعة اقتصادية وتجارية ضد سويسرا .. هذا حقيقي .. ولكن ذلك لا يعني بأي صورة من الصور الدعوة لكفاح مسلح."
من جهة أخرى، أوضحت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ان أكبر مسؤول نفطي ليبي استدعى أمس الخميس الرؤساء المحليين لشركات طاقة أمريكية وأبلغهم ان الخلاف الدبلوماسي مع واشنطن قد يكون له تأثير سلبي على أنشطة الشركات الامريكية في ليبيا.
وكان القذافي قد دعا "للجهاد" ضد سويسرا في 25 فبراير الماضي ووصفها بأنها دولة كافرة تدمر المساجد في اشارة على ما يبدو لاستفتاء سويسري أيد حظر بناء الماذن.
وفال المتحدث باسم الخارجية الأمريكي فيليب جيه. كرولي "نرحب بتوضيح تصريحاته بشأن اعلان الجهاد ضد سويسرا ... سنشجع ليبيا وسويسرا على حل القضايا من خلال الحوار المباشر."
وأضتف كرولي "من المعروف أن دعوة للجهاد ضد أي دولة أو أي شخص تنطوي على إمكانية لإلحاق الأذى، وهو شيء لا تتعامل معه الولايات المتحدة ببساطة".
وردا على سؤال بشأن مطالبة ليبيا باعتذار قال كرولي "لن أعلق أكثر من ذلك."
وكانت ليبيا قد قررت يوم الأربعاء فرض حظر اقتصادي "كامل" على سويسرا إثر تفاقم الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين في أعقاب توقيف هانيبال القذافي نجل الرئيس الليبي في جينيف عام 2008.
وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية محمد بعيو الأربعاء إن ليبيا قررت فرض "حظر كامل على جميع التعاملات الاقتصادية والتجارية مع سويسرا". وأضاف أن ليبيا قررت أيضا "اعتماد بدائل أخرى في ما يخص الأدوية والمعدات الطبية والصناعية" التي تستورد من سويسرا.
وتدهورت العلاقات بين سويسرا وليبيا بشدة بعد توقيف هانيبال، نجل القذافي، في يوليو 2008 بجنيف إثر شكوى ضده قدمها اثنان من خدمه بداعي سوء المعاملة.
وردت ليبيا بتوقيف رجلي أعمال سويسريين ثم منعتهما من مغادرة البلاد وقد تمت محاكمتهما بتهمتي "الإقامة بشكل غير مشروع" و"ممارسة أنشطة اقتصادية بشكل غير مشروع" في ليبيا. ولا يزال أحدهما يقضي عقوبة بالسجن أربعة أشهر في ليبيا.
وكرد فعل على ذلك، وضعت سويسرا نحو 188 شخصية ليبية على قائمة سوداء منعتهم من دخول البلاد ومن بينهم الرئيس القذافي وأفراد أسرته. وقالت ليبيا تعقيبا على اللائحة السوداء: "نحن نعتبرها قائمة فيها دناءة سياسية لصرف الاهتمام عن الاتفاق" الموقع في أغسطس 2009 لتسوية الأزمة التي نشأت عن توقيف نجل القذافي في جنيف، والذي يشمل الاعتذار والتعويض ومحاكمة" المسؤولين عن توقيفه.
وندد المتحدث باسم الحكومة الليبية بهذه اللائحة التي قال إن "فيها طفلا لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات"، (هو نجل هانيبال القذافي)، مضيفا "القائمة السويسرية جريمة".
ولم تؤكد سويسرا وجود مثل هذه اللائحة بيد أنها أكدت مواصلة "سياستها المتشددة في منح التأشيرات" لليبيين والتي اعتمدتها في سبتمبر 2009 احتجاجا على رفض طرابلس السماح بمغادرة رجلي الأعمال السويسريين.
وبطلب من سويسرا، رفض 270 طلب تأشيرة شنغن (التي تسمح بدخول كافة الدول الأوروبية) في 2009 لليبيين من بين 30 ألف طلب تم تقديمها.
وردت ليبيا بتعليق منح تأشيرات دخول لأراضيها "لكافة مواطني فضاء شنغن" ما أثار انتقادات من دوله الأعضاء الـ25. واعتبرت ليبيا أنه "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ آلية ليحمي مصالحه من حماقات دولة صغيرة (سويسرا)".