أنت هنا

19 ربيع الأول 1431
المسلم/وكالات

رفض المركز السينمائي المغربي منح الترخيص بالتصوير لأي عمل سينمائي يتضمن مساسا بالثوابت الدينية، بما في ذلك تجسيد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أعقاب طلب إيراني في ذلك الشأن.

وقال محمد باكريم مسؤول التواصل بالمركز، وهي الجهة المختصة بمنح تراخيص التصوير: إن "المؤسسة لم يصلها حتى الآن أي طلب في الموضوع من أي مخرج كان، وإن حدث ذلك فمصيره الرفض."

وكان المخرج الإيراني مجيد مجيدي، قد أعرب عن نيته تصوير فيلم يجسد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في تاريخ السينما العالمية، في مجموعة من البلدان منها المغرب.

وأضاف باكريم: إن "عملية تصوير الأعمال الأجنبية بالمغرب تخضع لمجموعة من الضوابط الدقيقة التي تمنع أي انزلاقات إدارية أو مالية أو درامية، حيث يتم التحري بشأن الوضع القانوني للشركة المنتجة وكذا بشأن المحتوى الدرامي للعمل", على حد قوله.

وتابع:  إن المركز "يشترط قبل منح تراخيص التصوير التوصل بنسخة من سيناريو الفيلم كاملا، وليس فقط الجزء المبرمج بالمغرب، حيث يتولى قسم الإنتاج الخاص بمتابعة الأعمال الأجنبية قراءة السيناريو، ومن ثم اتخاذ القرار بالموافقة أو الرفض، بناء على اعتبارات يحضر فيها هاجس حماية ثوابت الأمة فضلا عن تكامل وسلامة الملف الإداري والقانوني."

وأثار مسلسل أنتجه التلفزيون الإيراني وعرض على قنوات عربية الشهر الماضي، حول حياة النبي يوسف عليه السلام، انتقادات واسعة، حيث تم تجسيد شخصية النبي يوسف عليه السلام في المسلسل.

وكان مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر قد أصدر فتوى مشتركة مع دار الإفتاء المصرية عام  1950 رفضت تمثيل شخصية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.

كما أكد المجمع بعد ذلك بعدة سنوات قراره برفض تمثيل الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم أو ظهورهم في أعمال فنية لعدم تعرضهم لما لا يليق بهم والحفاظ على إجلالهم.

 ثم أكدت على ذلك فتوى شيخ الأزهر السابق جاد الحق عام 1980 ونصت على أن عصمة الله لأنبيائه ورسله, مانعة من أن يتمثل شخصياتهم إنسان.

وقال الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر الأسبق -: إن المجمع أصدر من قبل العديد من الفتاوى الرافضة لتصوير الأنبياء وكبار الصحابة, باعتبار "أن تجسيد شخصية النبي أو الصحابي ينتقل في تصور الذهن البشري من المطلق إلى المحدود",على حد وصفه.

وأكد الشيخ عبد الظاهر محمد عبد الرازق مدير عام إدارة البحوث والتأليف والترجمة بالأزهر أن المجمع متمسك بقراره السابق بعدم عرض أفلام تجسد شخصيات الصحابة بشكل واضح, وكذلك المبشرين بالجنة, وهو ما يوجبه إجلال الصحابة وتقديرهم.