أنت هنا

12 ربيع الأول 1431
المسلم/المركز الفلسطيني للإعلام

دعت منظمات صهيونية إلى اقتحام المسجد الأقصى يومي الأحد والاثنين القادمين بمناسبة ما يسمي بـ "عيد البوريم" (المساخر), بينما انتفض أهالي الخليل ضد الاحتلال احتجاجاً على قرار ضم المسجد الإبراهيمي لقائمة ما يسمى بـ"التراث اليهودي".

وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث": إن "موقعا عبرياً إلكترونيا تابعاً للجماعات اليهودية وضع إعلانا مختصراً باللغة العبرية تحت عنوان "في "بوريم" هذه السنة لن نكون الخاسرين، بل سنكون إلى جبل الهيكل من الصاعدين"، بمعنى توجيه الدعوة إلى اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى من قبلهم يومي الأحد والاثنين القادمين.

وأضافت: "إن منظمات يهودية عدة، والتي تعمل وتنشط في محاولات بناء الهيكل المزعوم، ومن بينها "معهد الهيكل"، "الحركة من أجل إقامة الهيكل"، "قيادة يهودية"، "السنهدرين"، "صندوق تراث جبل الهيكل" و"المنظمة من أجل حقوق الإنسان في جبل الهيكل"؛ بدأت بنشر إعلان تحدد فيه يوم 16/3/2010م كـ "يوم عالمي من أجل الهيكل الثالث" المزعوم، وتضمن هذا الإعلان دعوة إلى اقتحام للمسجد الأقصى.

وأوضحت أنّ هذا اليوم "هو اليوم الذي أعلنت فيه جهات إسرائيلية عن افتتاح ما يسمى "كنيس هحوربا" (كنيس الخراب)، والذي يتمّ بناؤه في حارة الشرف، وهو أكبر وأعلى كنيس يهودي يبنى في البلدة القديمة بالقدس، على بعد عشرات الأمتار فقط من المسجد الأقصى.

من جهة أخرى, انتفض المواطنون الفلسطينيون في محافظة الخليل بجنوب الضفة الغربية المحتلة احتجاجاً على قرار الاحتلال الصهيوني ضم المسجد الإبراهيمي لقائمة ما يسمى "التراث اليهودي"، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 16 لمجزرة المسجد الإبراهيمي، التي ارتكبها المجرم باروخ جولدشتاين ضد المصلين وهم ساجدون في صلاة الفجر، وأسفرت في حينه عن استشهاد تسعة وعشرين فلسطينياً.

فقد خرج المواطنون ، وبالرغم من الانتشار الأمني المكثف لميليشيا عباس، وقاموا برجم قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، الأمر الذي أسفر عن إصابة ستة مواطنين فلسطينيين بجراح وحالات اختناق شديد بعد ظهر اليوم الخميس، وهي مواجهات متواصلة لليوم الرابع على التوالي.

وأكد شهود عيان إصابة ستة مواطنين بجراح، بينهم فتيين بجراح إحداهما متوسطة بالرصاص المطاطي، وأربعة فتيات بحالات اختناق وإغماء شديدة، واعتقل الاحتلال أربعة فتية خلال تواجدهم في ساحة المواجهات.كما قمعت قوات الاحتلال مسيرة جماهيرية وصلت إلى مدخل البلدة القديمة احتجاجاً على استمرار إغلاقها وقرار ضم المسجد الإبراهيمي "للآثار اليهودية"، وأطلقت على المسيرة عشرات قنابل الغاز السام والصوت، ما تسبب بإصابة العشرات بالاختناق.

وقد أصدرت حركة حماس بيانا بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الفجر الدامي في المسجد الإبراهيمي قالت فيه: "ففي مثل هذا اليوم من عام 1994، وفي ذروة التسويق لاتفاق أوسلو المشؤوم، اقتحم المجرم الصهيوني "باروخ غولدشتاين" بمعونة جنود الاحتلال وشرطة حرس الحدود، الحرم الإبراهيمي وقت صلاة الفجر وبدأ بإطلاق النيران من مدفعه الرشاش نحو الركع السجود من أبناء خليل الرحمن الذين تقاطروا لأداء صلاة فجر ذلك اليوم الرمضاني، فارتقى منهم 29 شهيداً، وسقط عشرات الجرحى بينهم الأطفال والشيوخ، قبل أن يتمكن المصلون من دفع الموت عن أنفسهم بأجسادهم الطاهرة ويوقفوا ذلك المجرم عن الاستمرار في إطلاق النار.

لقد شكلت تلك الجريمة البشعة حلقة متقدمة في الاستهداف الصهيوني المستمر للحرم الإبراهيمي الشريف، ولمدينة الخليل التي يتطلع الصهاينة إلى تهويدها بالكامل واقتلاع أهلها منها، باستخدام سياسة القتل والمجازر، وما إقامة نصب تذكاري للقاتل غولدشتاين من قبل المستوطنين في الخليل إلا دليلاً صارخاً على إقرار الجريمة وسياسات القتل بحق أهلنا. وها نحن نشهد اليوم فصلاً جديداً من فصول المخطط الإجرامي عبر ضم الحرم الإبراهيمي إلى ما يسمى قائمة التراث اليهودي.

لم يعد خافياً أن الاتفاقات الاستسلامية لفريق أوسلو والتي أقرت ما وصف بالتقاسم في المدينة، منحت المستوطنين المعتدين إطاراً ومظلة للتحرك في استهداف المدينة والحرم الإبراهيمي.

لقد قاوم أهلنا في خليل الرحمن الاعتداءات الصهيونية منذ عام 1967 الذي شهد إقامة أول بؤرة استيطانية داخل المدينة، وهاهم اليوم يتصدون للاعتداء الصهيوني الجديد، ويتعرضون لرصاص جيش الاحتلال والمستوطنين بينما تكتفي شرطة دايتون  بالمراقبة ولا تحرك ساكناً للدفاع عن شعبنا، لا بل تتولى منعهم من مقاومة المعتدين.

شعبنا الفلسطيني المجاهد:

أمتنا العربية والإسلامية:

إننا في حركة حماس ندعو إلى دعم أهلنا في خليل الرحمن والقدس الذين يتصدون لجيش الاحتلال ومستوطنيه بصدورهم العارية، إطلاقاً لشرارة انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال الصهيوني دفاعاً عن المقدسات، وحماية لأراضينا المستباحة من المستوطنين، وحماية لأهلنا وشعبنا الذين يتعرضون للقتل والاعتقال والتنكيل من قبل الصهاينة، وأجهزة أمن دايتون.

إننا في حركة حماس نوجه رسالة تحذير للاحتلال من التمادي في مخططاته الاستيطانية والتهويدية لمقدساتنا وأرضنا الفلسطينية، كما ندعو سلطة فريق أوسلو وأجهزتها الأمنية إلى التوقف عن لعب دور الحامي للاحتلال، وإلى إطلاق سراج المجاهدين المعتقلين في سجونها، ليأخذوا دورهم في لجم الاحتلال، والدفاع عن المقدسات التي تتعرض للتدنيس والتهويد.

في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي، ندعو القادة العرب والقمة العربية التي ستنعقد في العاصمة الليبية طرابلس، أن يتخذوا مواقف وقرارات حاسمة في دعم شعبنا الفلسطيني ومقاومته، وإلى التحرك بجدية في المحافل الدولية للجم مخططات الاحتلال الرامية لمصادرة الأرض وتهويد المقدسات.

التحية لأرواح الشهداء الطاهرة التي سقطت دفاعاً عن الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى.

التحية إلى السواعد المؤمنة التي تدافع عن مساجد المسلمين ومقدساتهم في الخليل والقدس وكل مكان من أرضنا المباركة".