الرافضة مع النصارى ضد المسلمين؟!
9 ربيع الأول 1431
منذر الأسعد

رحم الله عز وجل الكاتب الإسلامي الموسوعي العملاق الأستاذ أنور الجندي، صاحب المكتبة الإسلامية الضخمة والمتميزة بجرأتها وجديتها وسخونة القضايا التي تعالجها.

نقول هذا ونحن نستذكر عنوان أحد مؤلفاته القيّمة ألا وهو: الأقلام المسمومة. فما أكثر الأقلام التي يحمل أصحابها أسماء المسلمين، وينتسبون بالوراثة إلى أبوين مسلمَيْن، ويتكلمون بلساننا، لكنها أقلام تبث السم الزعاف، الذي يربو شره على أقلام غلاة النصارى واليهود من مستشرقين ورهبان وأحبار، يحرفون الكلم عن بعض مواضعه.

 

فقد نشر أحد المواقع الرافضية الخبيثة في 1صفر1431(17/1/2010م)، مقالاً للمدعو: صلاح عودة الله، تطاول فيه على الشيخ يوسف القرضاوي، لأن الشيخ حفظه الله أفتى بضرورة مقاطعة الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وحرّم تقديم تهنئة النصارى بهذه الأعياد، ومنع الاتجار بشجرة الميلاد وطقوسها في البلاد الإسلامية، وكل ما يتعلق بها.

فهذا الكاتب الذي يضع حرف الدال قبل اسمه، يزعم أنه ما من ضرر على المسلمين من شجرة ميلاد النصارى، ويفتري الكذب البواح حين يدّعي أن فتوى القرضاوي تحض على الحقد الأعمى!!

 

ويكمل صاحب القلم الجهول-ويشير في ختام مقالته بأنه من القدس المحتلة-يكمل بذاءته فيسخر من الشيخ قائلاً له: (عليك بإصدار فتوى تمنع استخدام كل المنتوجات والمخترعات التي ابتكرها المسيحيون والبوذيون والهندوس واليهود لأنهم كفرة وأعداء لله). غير أن الكاتب الكذوب الذي يرفض الحقد الذي نسبه إلى القرضاوي زوراً وبهتاناً، يصرح بحقده الأشد عمى على (الملتحين شيوخ الصحراء والذين لولا بترول هذه الصحراء اللعينة لبقوا بدو رحل-كذا يخطئ حامل الدكتوراه المشتراة بالتأكيد فلا ينصب كلاً من كلمتيْ: بدو و رحل- يسوقون الجِمال).

 

ويتابع صاحب اللقب الأكاديمي المستعار هراءه فيقول: (كيف يتجرأ القرضاوي على إصدار فتوى أقل ما يمكن وصفها بأنها تافهة تطالب التجار بمنع بيع شجرة عيد الميلاد لأنها تؤذي مشاعر الـمسلـمين، في الوقت الذي يقوم فيه هو نفسه والملايين من المسلمين باستنكار أقوال مسيحيي أوروبا بأن بناء المساجد والمآذن في بلادهم يؤذي مشاعرهم الـمسيحية؟.........ألا يحتفل المسلمون في العالم الغربي بشهر رمضان والأعياد الإسلامية؟)..

 

والمضحك المبكي أن الموقع الرافضي لم يكن لينشر لهذا الأفّاق كلمة واحدة لو نال بقلمه من أي شخص رافضي بنسبة 1% من الوقاحات التي وجهها إلى شخصية علمية في مكانة الشيخ القرضاوي.

 

أما صاحب القلم المسموم فليس من أهل العلم ليرد على فتوى القرضاوي بلغة أهل العلم، وقوامها قال الله، قال رسوله!!أما الشتم الرخيص والاتهامات العارية بلا سند والأقوال المرسلة بلا دليل، فشأن الجهلة جهلاً مركّباً فكيف وهو يخرج على أدنى درجات اللياقة والأدب-ناهيكم عن الموضوعية الواجبة-فيصف الفتوى بأنها تافهة!!.بل إن مقالته الطويلة لا تنطوي على أي دليل على دين كاتبها، فربما كان مسلماً بالوراثة أو نصرانياً موتوراً أو رافضياً منافقاً....

 

والقضية موضوع الفتوى عقدية ولا شأن لها بالتعامل العادي بين المسلمين وغيرهم حتى يقاس عليها ويقال:إما أن تقبلوا أيها المسلمون بشجرة الميلاد-والصليب بعد فترة!!فلمَ لا؟-وإما أن ترفضوا معطيات المدنية الحديثة، التي ينهب الغرب بها ثروات الأمم، ولا يقدمها لوجه الله كما يوحي القلم المسموم؟وليسأل الكاذب سادته الصليبيين عن سر أخذهم علوم المسلمين مقتبل النهضة الغربية دون أن يأخذوا عنهم دينهم أو أي أمر من خصائص دينهم؟بل إنهم ترجموا مؤلفات أسلافنا ولم يتعلموا-بعامة-لغتنا العربية؟!أفليس الرجل يمارس الدجل الثقافي الرخيص من خلال المنطق الأعرج الذي يتبناه؟

 

ولعل أشد ما يفضح هوية هذا القلم المسموم حملته المزرية على امتناع المسلم عن شراء رموز نصرانية صليبية-لا أصل دينياً لها بحسب المؤرخين الغربيين أنفسهم-في حين تراه يمنّ باسم سيده الغرب على المسلمين هناك إذ يسمح لهم بالصوم في شهر رمضان وبالاحتفال في أعيادهم!! ونسي أو تناسى معاناة المسلمات المحجبات في بلاد الغرب التي تدعي أنها علمانية وأنها محايدة بين الانتماءات الدينية.. ولعل ذاكرته الانتقائية منعته من تذكر تآمر الغرب كله على مسلمي البوسنة، لكن الأدهى تناسيه معاناة أهل القدس المحتلة التي يعيش فيها على أيدي اليهود الفجرة، الذين يدعمهم الصليبيون القدماء منهم والجدد!!