أنت هنا

8 ربيع الأول 1431
المسلم-وكالات

رفضت حركة طالبان الأفغانية التي تقاوم الاحتلال الأجنبي في البلاد يوم الأحد أحدث دعوة للرئيس حامد كرزاي لإلقاء السلاح رغم الحملة العسكرية الواسعة التي تشنها قوات الاحتلال على معقلها في هلمند.

وجدد كرزاي دعوته في البرلمان يوم السبت لطالبان لقبول "اقتراح السلام" الذي يتضمن التخلي عن المقاومة والدخول في مفاوضات مع حكومته من أجل "السلام" وإعادة الإعمار.

ورفضت طالبان مرارا مقترحات سابقة ومماثلة أطلقها كرزاي، قائلة إن على القوات الأجنبية المحتلة مغادرة أفغانستان أولا.

وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان معقبا على دعوة كرزاي لطالبان: "كرزاي دمية ولا يمكنه أن يمثل أمة أو حكومة". وأضاف: "إنه غارق في الفساد ويحيط به قادة الفصائل الذين يزيدون من ثرواتهم".

وتساءل يوسف كيف يعجز 15 ألف جندي من حلف الأطلسي والقوات الأفغانية، يلقون دعما جويا، عن اكتساح مرجه محور الهجوم في إقليم هلمند بالجنوب. وقال "مقاومتنا مستمرة بلا هوادة ليلا ونهارا. إنهم (الجنود) يلقون مقاومة في كل أركان مرجه".

ويقول حلف شمال الأطلسي إن 12 من جنوده لقوا حتفهم خلال القتال منذ بدء الهجوم قبل ثمانية أيام. ويقول يوسف إن طالبان فقدت 14 مقاتلا.

وكان الدول التي تمول حكومة كرزاي قد عقدت مؤتمرا عن أفغانستان بلندن في يناير الماضي. وأيدت تلك الدول المانحة خطط كرزاي لإجراء محادثات سلام مع عناصر طالبان الذين "ينبذون العنف" مقابل تقديم ملايين الدولارات "لإقناع" المقاتلين بإلقاء السلاح.

ويأتي رد طالبان بالرفض بالرغم من أنها تواجه ضغوطا شديدة خاصة بعد أن أعلن عن إلقاء القبض على ثلاثة من كبار مسؤوليها في باكستان هذا الشهر منهم الملا عبد الغني بارادار الرجل الثاني في الحركة وكبير قادتها العسكريين وهو أكبر زعيم لطالبان يجري احتجازه.

وتشن قوات الحلف الأطلسي التي تحتل أفغانستان واحدة من كبرى هجماتها في أفغانستان منذ بداية الحرب عام 2001 بهدف محاولة القضاء على طالبان في معقلها الرئيسي بهلمند.

وتبدي المقاومة الأفغانية بسالة غير مسبوقة في قتال الاحتلال، ومازال مقاتلو طالبان صامدون في مواجهة الهجوم الذي يأتي بعد أن عزز الأمريكي باراك أوباما قوات الاحتلال بإرسال 30 ألف جندي إضافي.

وقالت قوة المعاونة الأمنية الدولية "في مرجه وردت أنباء عن مقاومة شديدة في بعض المناطق". وبالرغم من ذلك يعتقد قائد القيادة الإقليمية في الجنوب أن "مرحلة التطهير تمضي بشكل جيد وأن استكمالها سيستغرق 30 يوما على الأقل".

وأدت الحرب في أفغانستان إلى انهيار الحكومة الهولندية بعد فشل أكبر حزبي في الائتلاف الحكومي في الاتفاق حول ما إذا كان ينبغي سحب القوات من أفغانستان هذا العام.

ويضمن سقوط الحكومة في هذا البلد قبل يومين فقط من الذكرى الثالثة لتولي الائتلاف الحكم إعادة ألفي جندي هولندي من أفغانستان إلى بلدهم هذا العام.

وسيكون هذا أول صدع كبير في تحالف يتكون من نحو 40 دولة تحارب تمرد طالبان في أفغانستان.