أنت هنا

8 ربيع الأول 1431
المسلم- وكالات

رفعت الولايات المتحدة يوم الأحد اسم سوريا من لائحة الدول التي تنصح مواطنيه بعدم زيارتها لأسباب أمنية. يأتي ذلك بالرغم من إعلان سوريا أمس رفضها السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش دون قيود.

ويأتي هذا الانفتاح الأمريكي الإضافي تجاه سوريا بعد أيام قليلة من تسمية سفير جديد لها في دمشق ورغم بقاء سورية على اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب منذ عام 1979.

وصرح مسؤول في السفارة الامريكية في دمشق بأن القرار الأمريكي جاء بعد "تقييم دقيق للأوضاع في سورية".

ومن جهته رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالقرار الأمريكي وقال إن البلدين سوف يبدآن باتخاذ خطوات عملية لتحسين العلاقات بينهما. وأضاف: "نحن مستعدون لتحقيق تقدم حقيقي في علاقات البلدين وللقيام بما يتوجب علينا".

وسوريا مدرجة على لائحة الدول التي لا تنصح واشنطن مواطنيها بزيارتها منذ سبتمبر 2006 في أعقاب هجوم مسلح تعرضت له السفارة الأمريكية في دمشق. وتشمل هذه اللائحة عددا كبيرا من الدول من بينها لبنان والعراق والجزائر وكولومبيا وأفغانستان.

من ناحية أخرى، رفضت سوريا يوم السبت توصية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تسمح لمفتشيها بإجراء عمليات تفتيش دون قيود بعد يوم من إعلان الوكالة أن المجمع السوري في منطقة الكبر الذي قصفته "إسرائيل" عام 2007، ربما كان موقعا نوويا.

وقال تقرير للوكالة يوم الخميس إن آثار اليورانيوم التي عثر عليها في المجمع سوري تشير إلى احتمال وجود نشاط نووي سري بالموقع.

ودعا التقرير الذي أعده المدير العام الجديد للوكالة يوكيا أمانو سوريا إلى تبني البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يسمح بعمليات تفتيش غير مقيدة تتجاوز موقعا نوويا معلنا للتحقق من أي نشاط نووي سري.

ورد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالقول: "نحن ملتزمون باتفاق عدم الانتشار (النووي) بين الوكالة وسوريا ونسمح للمفتشين أن يأتوا حسب هذا الاتفاق".

وأضاف بعد اجتماع من نظيره النمساوي مايكل سبيندلجر: "أما فيما يتعلق بأشياء أخرى فهي لا تدخل في نطاق الضمانات بين سوريا والوكالة وسوريا ليست ملزمة أن تفتح مواقعها للتفتيش. نحن لن نسمح بتداول اتفاق الضمانات لأن سوريا ليس لديها برنامج نووي عسكري".

وقالت الولايات المتحدة ان الموقع الذي قصفته طائرات حربية اسرائيلية منذ ثلاث سنوات في الكبر على بعد 60 كيلومترا غربي مدينة دير الزور هو مفاعل نووي من تصميم كوريا الشمالية ومعد لإنتاج البلوتونيوم بالدرجة المستخدمة في الأسلحة.

ودعم تقرير الوكالة الجديد هذه الفكرة. وكانت التقارير السابقة لها حول موقع الكبر قد ذكرت أن الافتقار إلى التعاون السوري يعرقل التحقيق. وقام مفتشو الوكالة بفحص الموقع في يونيو حزيران 2008 ولكن السلطات السورية منعت دخولهم إليه منذ ذلك الحين كما منعتهم من زيارة ثلاث مواقع عسكرية.

لكن المعلم قال في إشارة إلى الترسانة نووية الكبيرة التي تمتلكها "إسرائيل" وتسهم في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط: "برنامجنا السلمي عكس ما تملكه إسرائيل".

وسوريا حليف لإيران الخاضعة للتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب منشآتها النووية. وقال المعلم إن الاقتراحات الغربية بفرض عقوبات جديدة على إيران ستأتي بنتائج عكسية.