أنت هنا

8 ربيع الأول 1431
المسلم- وكالات

تظاهر السبت في نيامي عاصمة النيجر نحو 10 آلاف شخص تأييدا للانقلابيين الذين أطاحوا الخميس الماضي بالرئيس مامادو تانجا واعدين بإعادة الديموقراطية للبلاد وإجراء انتخابات "حرة وشفافة".

وتجمع نحو عشرة آلاف شخص، بحسب تقديرات صحفية، أمام البرلمان استجابة لنداء أطلقته الجمعة "تنسيقية القوى الديموقراطية من أجل الجمهورية" التي تضم إضافة إلى أحزاب سياسية، منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابات، والتي عارضت منذ أشهر التحركات التي قام بها تانجا للبقاء في الحكم بأي ثمن.

وأعربت تنسيقية المعارضة في مذكرة سلمتها السبت إلى المجلس العسكري عن "الاستعداد لتقديم مساهمتها في إنجاح تحول ديموقراطي يرتكز أساسا على تبني دستور توافقي وتنظيم انتخابات عامة حرة وشفافة".

وأكد التحالف في هذه الوثيقة أن "العودة إلى الحياة الدستورية أمر لا بد منه ليستعيد النيجر مكانته في المحافل الدولية".

وفي هذه الأثناء، قال سومانا ساندا النائب السابق الذي كان بين المتظاهرين: "إنها تظاهرة دعم للانقلاب، نحن نحتفل بالإطاحة بديكتاتورية تانجا". وقالت إحدى المتظاهرات مخاطبة جنودا "شكرا لأنكم انقذتمونا من الديكتاتورية".

وتحدث الكابتن هارونا جبريلا أمادو، عضو المجلس العسكري، محاطا بانقلابيين آخرين إلى المتظاهرين قائلا: "نطلب منكم التزام الهدوء (...) ونؤكد لكم أننا لن نخيب أبدا أملكم".

وكان "المجلس الأعلى لإقرار الديموقراطية" (المجلس العسكري) أطاح الخميس بالرئيس تانجا إثر معارك في محيط القصر الرئاسي أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل.

وقام الانقلابيون على الأثر بحل الحكومة وتعليق العمل بالدستور الذي اعتمد في أغسطس 2009 وسط جدل عنيف وأعلنوا قرب إنشاء "مجلس استشاري" للبحث في مستقبل البلاد.

وأكد المتحدث باسم المجلس العسكري غوكويي عبد الكريم أن الرئيس المخلوع "في حالة جيدة ويخضع لمتابعة مستمرة من طبيبه". لكنه لم يحدد المدة التي سيظل فيها تانجا معتقلا أو أي شيء عن مصيره.

من جانبها، قالت مصادر متطابقة في الرباط إن تانجا في طريقه إلى المغرب حيث من المتوقع أن يصل السبت. لكن السلطات المغربية لم تؤكد هذا الخبر وقال مسؤول في الخارجية المغربية إنه "ليس على علم بهذه الأنباء".

وغرق النيجر، البلد الشاسع في الساحل الإفريقي، في أزمة سياسية خطيرة منذ أن قرر تانجا (71 عاما) الذي كان يفترض أن تنتهي ولايته الأخيرة من خمس سنوات في ديسمبر الماضي، البقاء في السلطة بأي ثمن دافعا باتجاه تبني دستور جديد في أغسطس 2009 يتيح تمديد ولايته.

ولم يتورع تانجا عن حل البرلمان والمحكمة الدستورية لتحقيق مبتغاه ما أثار انتقادات المجتمع الدولي له. وعلقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عضوية النيجر فيما أوقف الاتحاد الأوروبي مساعدته التنموية للنيجر.

واجتمع وفد من المجموعة الاقتصادية مساء الجمعة في نيامي مع قائد الانقلابيين سالو جيبولا. وقال رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية محمد ابن شامباس الذي يترأس الوفد السبت لإذاعات محلية: "نريد انتقالا هادئا يسفر عن انتخابات نزيهة وشفافة ومتاحة للجميع". وأكد أن رئيس المجلس العسكري "منفتح وقد شجع هذه الوساطة".

إلا أن وزير الخارجية السنغالي ماديكيه نيانغ الذي شارك أيضا في اللقاء قال إن الانقلابيين "أوضحوا أنهم لا يستطيعون تحديد مهلة" قبل الانتخابات. وقد ندد المجتمع الدولي بالانقلاب وطالب بالعودة سريعا إلى إرساء القواعد الديموقراطية.