
أعلنت السلطات الرسمية في دبي أن 7 من بين 11 مشتبها في تورطهم بقتل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح يعيشون في الكيان الصهيوني، وهو ما يدلل على تورط جهاز الموساد "الإسرائيلي" في الاغتيال. وجددت حماس طلبها للسلطات بإشراكها في التحقيقات المتعلقة بتلك الجريمة.
ونفى المشتبهون السبعة ضلوعهم في العلمية قائلين إن بطاقات هوياتهم سرقت، كما قالت دول أوروبية يحمل المشتبهون جوازات سفر تابعة لها إن هذه الجوازات مزورة وليس لها سجلات في قواعد البيانات.
وقالت دبي إن سبعة ممن وردت أسماؤهم وبياناتهم على أوراق السفر التي تم كشفها في قضية اغتيال المبحوح مهاجرون يعيشون في "إسرائيل".
ونفى ميلفين آدم ميلدنر أحد المشتبه فيهم السبعة في اتصال هاتفي لرويترز التورط في القتل، زاعما أنه كان ضحية سرقة هويته. وقال المهاجر بريطاني الذي يعيش بالكيان الصهيوني في "بيت شميش" بالقرب من القدس المحتلة، متحدثا بالإنجليزية: "إنني غاضب وقلق وخائف".
وأضاف أنه لا علاقة له بالاغتيال، ولم يزر دبي مطلقا، وأنه يبحث ما يمكن القيام به لتوضيح الأمور وتبرئة نفسه. وتابع: "جواز سفري في بيتي مع جوازات سفر أفراد العائلة الآخرين، ولا يوجد به أي ختم خاص بدبي؛ لأنني لم أزر دبي قط".
وقدم ثلاثة آخرون وردت أسماؤهم في القائمة روايات مماثلة لمحطات تلفزيون ومواقع إنترنت "إسرائيلية"، ويشترك معظمهم في صفة أنهم هاجروا إلى المكيان الصهيوني من دول تتحدث الإنجليزية ولديهم جنسية مزدوجة.
وقال مشتبه به آخر يدعى مايكل لورنس بارني في مقابلة تلفزيونية لم يظهر فيها وجهه: "لا أعرف ماذا أقول، إن ذلك حدث بالخطأ أو إن هويتي انتحلت.. بالتأكيد لست أنا". أما ستيفن هود الذي هاجر حديثا إلى الكيان فردد: "إنني في حالة ذهول، لا أعرف كيف توصلوا إلي، الصور ليست لي".
ومن جانبها، قالت بريطانيا وأيرلندا إنهما تعتقدان أن جوازات السفر البريطانية والأيرلندية التي تقول شرطة دبي إن بعض أعضاء فريق الاغتيال الذين نشرت دبي صورهم استخدموها مزورة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن جوازات السفر التي نشرتها سلطات دبي للمشتبهين مزورة، وإنها باشرت في تحقيقات من جانبها.
وبدورها، قالت الخارجية الأيرلندية إنها: "لم تتمكن من العثور على أي سجل من لجوازات سفر أيرلندية تتطابق تفاصيلها مع تلك التي نشرتها وسائل إعلام إماراتية". وقال المتحدث باسمها، ديريك لامبي: "لقد مررنا أرقام الجوازات والأسماء عبر قاعدة البيانات ولم نعثر على جوازات سفر بهذه الأسماء أو الأرقام.. هذه الجوازات التي تم الإبلاغ عنها هي جوازات مزورة".
كما قالت الخارجية الفرنسية إنها "ليست في موقف يتيح لها التأكد من صحة الوثيقة الفرنسية الهوية التي يحملها أحد المشتبه بهم في هذه القضية".
ويعتقد أن فريق الاغتيال "الإسرائيلي" استخدم جوازات سفر أجنبية، كما فعل في السابق عام 1997 عندما دخل أفراد من المخابرات الإسرائيلية الأردن بجوازات سفر كندية في محاولة لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، في محاولة باءت بالفشل في النهاية. وكان أحد ضباط المخابرات يحمل جواز سفر به اسم مواطن كندي مقيم في "إسرائيل" قال لاحقا إنه كان ضحية انتحال شخصيته.
وكما سبق أن أعلنت نيوزيلاندا أن اثنين من أفراد الموساد حصلوا على جوازات سفر نيوزيلندية بطريقة غير مشروعة، وحكمت محكمة في أوكلاند عليهما بالسجن ستة أشهر، واعتذرت إسرائيل لنيوزيلندا وذلك في عام 2005.
وفي حادثة المبحوح، أصدرت دبي أمس الثلاثاء أوامر دولية للقبض على جميع المشتبه بهم وبينهم أيضا اثنان حاملان لجوازي سفر ألماني وفرنسي، وقال مصدر حكومي إن ستة أشخاص آخرين لم يكشف بعد عن هويتهم من المعتقد أنهم أيضا متورطون.
ومن جانبها، جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس مطالبتها بالمشاركة في التحقيقات التي تجريها سلطات الأمن في إمارة دبي في قضية المبحوح. وجاء ذلك على لسان القيادي في الجماعة أسامة حمدان في تصريحات متلفزة.
وونفى حمدان أن يكون ذلك تدخلا في الشؤون الأمنية للإمارة، ومؤكداً في الوقت ذاته حرص حماس على الأمن العربي.
واعتبر حمدان أن وجود فلسطينيين اثنين مشتبهين في العملية "ينبغي أن يتابع بجدية، لكن ذلك لا يجب أن يصرف الانتباه عن حقيقة أن الموساد الإسرائيلي هو المجرم الحقيقي"، مؤكدا أن "الحكومة الصهيونية تتحمل مسؤولية الاغتيال".