أنت هنا

2 ربيع الأول 1431
المسلم- متابعات

كشف قائد شرطة إمارة دبي، الفريق ضاحي خلفان، مساء الاثنين تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في أحد فنادق دبي الشهر الماضي. وأشار إلى تورط فلسطينيين -أحدهما يحمل رتبة عسكرية في السلطة- في الاغتيال.

وأوضح خلفان في موتمر صحفي بدبي أن أكثر من 11 شخصاً شاركوا في العملية التي تمت بفندق بإمارة دبي الشهر الماضي. لكن مصدر مطلع على التحقيقات قال في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن القضية لا تقتصر على الأشخاص الـ11 الذين عرضت شرطة الإمارة وجوههم وهوياتهم، بل إن كاميرات المراقبة تظهر أن إجمالي الذين شاركوا في الاغتيال داخل دبي هم 17 شخصاً، بينهم 16 من جنسيات أوروبية وفلسطيني مقيم بالبلاد.

وقال خلفان في المؤتمر إن الشرطة ألقت القبض على اثنين من الفلسطينيين على خلفية الملف، أحدهما يحمل رتبة عسكرية في السلطة الفلسطينية، لكنه لم يستبعد ضلوع أطراف "إسرائيلية" في الجريمة، غير أنه طلب التريث بانتظار ما قد يدلي به المشتبه بهم بعد توقيفهم.

وانتقد خلفان من قال إنهم "رؤساء دول يوقعون على أوامر قتل لأجهزتهم الأمنية"، في إشارة على ما يبدو للسلطة الفلسطينية التي ينتمي اثنين من المشتبه بهم لها. وقال خلفان إن تكليف 11 شخصاً بقتل رجل واحد هو "عمل جبان وليس بطولة كما يصورها البعض". وأضاف أنه "إذا كان قادة بعض الدول يصدرون أوامرهم لأجهزتهم من أجل القتل فهذا أمر محرم من قادتنا وبموجب ديننا".

وتابع: "إذا كان كل من له ثأر على طرف آخر يقدم على تحقيق ثأره بيده فسنكون أمام أسلوب العصابات، لا الدول، وإذا مارست الدول أسلوب العصابات فإن قادتها يصبحون مطلوبين للعدالة."

وأوضح خلفان أن عناصر المجموعة المشاركة في تصفية المبحوح قدموا إلى دبي على متن رحلات جوية مختلفة، من دول أوروبية، وأنه جرى التقاط صور لهم أثناء وصولهم إلى مطار دبي، وهو إجراء أمني روتيني. وذكر أن من بين المجموعة ستة يحملون جوازات سفر بريطانية، بالإضافة إلى ثلاثة أيرلنديين، وفرنسي، وألماني.

وحول مخطط العملية، قال خلفان إن المجموعة أقامت لدى وصولها في  فنادق مختلفة، حيث نزل قائد الفرقة، ويدعى بيتر وامرأة باسم "غيل" في الغرفة 1102 بفندق "البستان روتانا"، إلا أنه وللتمويه، غادر الاثنان الفندق في يوم العملية إلى آخر مجاور، ليقدم اثنان من الفريق للنزول في ذات الفندق الساعة الثانية بعد الظهر، وقبيل وصول المبحوح عند الساعة 15:40.

وصعد العميلان مع المبحوح في المصعد لتحديد مكان غرفته، رقم 230، ليتصل بيتر لاحقاً ويحجز الغرفة المواجهة له، وتحمل الرقم  237، ويحجز بذات الوقت تذكرة مغادرة دبي، وبالفعل غادر المشتبه به أنه العقل المدبر للعملية عبر مطار دبي قبل تنفيذ الاغتيال.

وفرضت المجموعة رقابة كاملة على كافة أنحاء الفندق حتى خروج المبحوح، حيث انقسم فريق الاغتيال إلى أربع مجموعات، كمنت إحداها في الطابق الذي به غرفة القيادي الفلسطيني، حيث منع أحدهم، ويدعى كيفن، زعم أنه موظف بالفندق، أي شخص من الاقتراب من الطابق الممر الذي تقع فيه الغرفة.

وحسب التفاصيل التي أدلى بها المسؤول الأمني، عاد المبحوح الساعة 20:24  إلى غرفته التي كان يتربص بداخلها سبعة من مجموعة الاغتيال، الذين غادروا مسرح الجريمة في الساعة 20:48، بعد الإجهاز على الهدف.

وعثر على المبحوح مقتولاً في اليوم التالي، 20 يناير الفائت ، حيث اعتبرت وفاته وفاة طبيعية حينها بسبب العثور على أدوية بحوزته، ولكونه سبق وتعالج من مرض معين، وباب غرفته كان مغلقا من الداخل.

وعن طريقة مقتل المبحوح، قال خلفان إن الصعق الكهربائي "احتمال وارد" لكنه أضاف أن التقارير الطبية ترجح موته "خنقاً"، مشيراً إلى أن نتائج تحاليل الدم لم تظهر وجود سموم في الجسم، ولكن التقرير المخبر الأدق سيظهر الأسبوع القادم.

وذكر خلفان أن المشتبه بهم استخدموا أدوات تمويه وتنكر، إلى جانب أجهزة اتصالات متطورة تعمل بالشيفرة، ودفعوا نقدا. وأضاف أن شرطة دبي لم تتوصل إلى تحديد هوياتهم فحسب "بل تعرف أين يقطنون في بلدانهم".

كما شدد خلفان على أن حركة حماس لم تبلغ السلطات الإماراتية بوصول المبحوح إلى أراضيها، مبدياً خشيته من وجود "اختراق" في جهاز أمن القيادي الفلسطيني، باعتبار أن توافد عناصر المجموعة التي نفذت العملية بدأ قبل وصوله إلى دبي، ما يدل على معرفتهم بموعد قدومه مسبقاً.

وأضاف خلفان أن حماس طلبت الإطلاع على التحقيق، لكن شرطة دبي رفضت ذلك، وأكدت أنها تتعامل مع دول وسفارات، وستوفر المعلومات للجميع عبر الصحافة.

وكانت شرطة دبي قد نفت الجمعة تقارير إعلامية أشارت إلى أنها كانت تنوي دفن جثة المبحوح، وقالت أنها "تحفظت على جثة القتيل لمدة أسبوع لكي تستكمل إجراءات التحقيق"، وأشارت أنها سلمت الجثة لنجله الذي قدم إلى الإمارات بعد أن علم باغتيال والده.