
فيما عبرت قوات الاحتلال عن "سرورها" من سير العملية العسكرية ضد المقاومة الأفغانية في هلمند، اعتبرت صحيفة بريطانية أنه من المبكر الحديث عن أي انتصارات في الوقت الذي يواجه فيه الاحتلال مقاومة عنيفة من جانب طالبان.
وقالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية وإنه من المبكر الحديث عن أي انتصارات في الهجوم الواسع على معاقل طالبان في هلمند، مشددة على أنه ما لم تحقق العمليات العسكرية ضد طالبان ما وصفته بـ"المستقبل الأفضل لأفغانستان" فإن الإستراتيجية العسكرية لا تعد ناجحة".
ولقى المدنيين مصرعهم عندما ضل صاروخان أطلقتهما قوات التحالف جنوب البلاد عن أهدافهما، بحسب بيان لما يسمى بقوات حفظ الأمن (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وكان الصاروخان يستهدفان مجمعا للمباني يستخدمه مقاتلو طالبان، حيث ضربا موقعا بعيدا عن الهدف بنحو 300 متر، في منطقة ند علي في إقليم هلمند.
في وقت سابق من يوم السبت، أعلنت قوات الاحتلال أنها تشن العملية العسكرية الأكبر منذ احتلال البلاد بهدف محاولة دحر طالبان من معقلها الحصين في جنوب البلاد.
وعبرت القوات على لسان الناطق باسم الجيش البريطاني الرائد غوردون مسينجر عن أنها "مسرورة" من سير المعارك، وأن النتائج تبدو "واعدة".
وأشار إلى أن المنشآت الإستراتيجية، كالجسور والشوارع الرئيسية، قد جرى تأمينها بـ"أقل" قدر من المقاومة لمليشيات طالبان التي فشلت –على حد زعمه- في الرد بتماسك على الهجوم.
وبالرغم من مزاعم القوات المحتلة بأنها تحرز "تقدماً وسط تشتت وارتباك المليشيات المسلحة"، إلا أن تقارير أخرى أفادت بأن القنابل والشراك المفخخة التي زرعتها المقاومة تعيق تقدم القوات المحتلة.
كما نفت طالبان على لسان المتحدث باسمها يوسف أحمدي سيطرة الناتو على بلدة مرجة معتبرا مزاعمها محض دعاية. وقال أحمدي إن مقاتلي حركته تصدوا للهجوم على مرجة وأوقعوا ستة قتلى على الأقل في صفوف القوات المهاجمة خلال الاشتباكات الأولى. ولفت إلى أن مسلحي الحركة اشتبكوا مع القوات الأمريكية في الميدان الرئيسي لمديرية مرجة بعد دخولها مباشرة.
واعترفت قوات الاحتلال بمقتل اثنين من جنودها -لم تحدد جنسيتهما- خلال الهجوم على مرجة، كما أعلن حلف شمال الأطلسي في بيان أن ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة في جنوب أفغانستان.
وأشارت ذي إندبندنت إلى أنه بينما تقدمت القوات البريطانية إلى منطقة "ناد علي"، زحفت القوات الأميركية إلى مدينة مرجة بجنوب أفغانستان، وتشارك في الهجوم قوات تابعة للتحالف الدولي، وقوات أفغانية موالية للاحتلال.
وقالت الصحيفة إن المقصود بالعملية الموسعة ضد طالبان هو "تفنيد الشكوك في الشارعين الأميركي والبريطاني إزاء الهدف من وجود القوات الأجنبية في أفغانستان"، بالإضافة إلى "تعريف أهالي هلمند وما حولها بقدرة قوات الناتو على الانتصار على طالبان والاستيلاء على معاقلها والأراضي التي تسيطر عليها".
وتابعت: "لا يمكن القول إن طالبان انهزمت، بل يخشى أن يكون مقاتلوها انسحبوا كي يعيدوا انتشارهم لشن هجمات معاكسة تماما كما فعلت عام 2001، داعية إلى التمهل قبل الحديث عن أي انتصارات لأي من الجانبين".
وتحكم طالبان مرجة بما يشبه "حكومة الظل" حيث تعد المنطقة معقلا لأنصار المقاومة.