
بدأ الرئيس السوداني عمر حسن البشير حملته الانتخابية يوم السبت توجيه انتقادات القوى الغربية التي تعرقل السلام في إقليم دارفور المضطرب. كما وجه انتقادات لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الذي استصدر أمر اعتقال للبشير بتهمة ارتكاب جرام حرب. جاء ذلك في أولى أيام الحملة الدعائية لأول انتخابات تعددية منذ 1986.
وقبل حديث البشير تغنى مغن سوداني بأبيات تنتقد لويس مورينيو أوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية الذي استصدر العام الماضي مذكرة اعتقال بحق البشير بسبب مزاعم بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
ورقص الرئيس السوداني رقصته الشهيرة وسط هتافات الجماهير في ملعب لكرة القدم باستاد نادي الهلال في الخرطوم. ولوحت الجماهير بالأعلام ومرددة الهتاف بشعارات إسلامية بينما ألقى البشير خطابه واعدا بالإصلاح الاقتصادي وإصلاح التعليم في ظل حكم حزبه حزب المؤتمر الوطني.
وقال البشير متحدثا باللهجة المحلية وتصحبه زوجته إن برنامجه هو مواصلة برنامجه الرامي إلى تحويل السودان إلى دولة صناعية ودولة زراعية. كما أكد على استعداده لعقد سلام في دارفور الذي يرفع فيه المتمردون السلاح ضد الحكومة منذ سبع سنوات.
تلقى خطابات البشير المتواضعة والعامرة بالنكات استقبالا طيبا في أنحاء البلاد.
وتأجلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي من المقرر أن تجرى في إبريل بالفعل أكثر من مرة. لكن إذا سارت الأمور وفق الخطة الموضوعة لها فسوف تكون أول انتخابات في السودان فيما يقرب من ربع قرن.
وجرت عام 1996 انتخابات بمشاركة حزب واحد عمليا كما قاطعت أحزاب المعارضة الانتخابات عام 2000. ويتنافس الرئيس السوداني هذه المرة مع 11 مرشحا آخرين على الرئاسة.
وقال البشير في خطابه الذي استمر لمدة ساعة أن أحدا لم يجبره على إجراء هذه الانتخابات وقال إنه يريد انتخابات نزيهة ونظيفة.
وتم التعهد بإجراء هذه الانتخابات في اتفاق السلام الشامل الذي وقع في يوليو عام 2005 والذي أنهى أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وتسبق هذه الانتخابات استفتاء في الجنوب على الاستقلال عن السودان يجرى في يناير 2011.
وقال البشير انه أثناء العمل على الوحدة فانه سيحترم التصويت على الانفصال إذا حدث وهو الخيار الذي يتوقعه أكثر المحللين. وقال إن الجنوبيين إذا اختاروا الانفصال فسوف يكون الشمال أقرب جيرانهم وسيقف إلى جوارهم.
وتحدث البشير عن الاقتصاد الخرب الذي ورثته حكومته عندما تولى السلطة في انقلاب ابيض عام 1989. وقال إن الوقود كان محددا بنسب للمواطنين ولم يكن لدى الجيش سلاح ولا ذخيرة ولم يكن الناس يجدون الخبز وكان التعليم رفاهية للأغنياء. لكن الجامعات والمعاهد العليا الآن باتت تملا المدن السودانية ويوجد في كل قرية سودانية خريجو جامعات.
وأكد أن الشعب السوداني إذا لم يختر حزب المؤتمر الوطني فسوف يلقي حزب المؤتمر التحية وينسحب.