أنت هنا

28 صفر 1431
المسلم/صحف/متابعات

اتهم اثنان من كبار المسؤولين البريطانيين الولايات المتحدة بانتهاج دوائرها الأمنية أساليب تعذيب ممنهج ضد المعتقلين ممن يشتبه بكونهم "إرهابيين"، ونفى مسؤولية لندن عن ذلك.

وقال كل من وزيري الخارجية البريطانيان ديفد ميليباند والداخلية ألان جونسون: إن حكومة بلادهما لم تكن تعلم أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قررت اتباع سياسة تعذيب المعتقلين فيما سمي "بالحرب على الإرهاب".

وعبر رسالة نشرتها صحيفة ذي إندبنت البريطانية ووسائل إعلام أخرى، دافع الوزيران عن موقف بلادهما وعن دوائر الأمن والاستخبارات في أعقاب نشر معلومات تتهم جهاز "أم آي5" بالتواطؤ مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي" في تعذيب البريطاني محمد بنيام.

وأكد محمد بنيام أنه تعرض للتعذيب أثناء اعتقاله في باكستان وأفغانستان والمغرب وجوانتانامو، وأشار إلى أن بريطانيا شاركت في تعذيبه عن طريق مخابراتها الداخلية وأنها كانت تعلم بالتعذيب.

وأوضح أن ميليباند ود الاحتفاظ بالمعلومات بشكل سري بدعوى أن نشرها من شأنه تهديد علاقة تبادل المعلومات الاستخبارية بين بريطانيا والولايات المتحدة.

وذكر ميليباند الذي كان مسؤولا عن جهاز المخابرات الخارجية "أم آي6" في رسالته المشتركة مع جونسون المسؤول عن جهاز المخابرات الداخلية "أم آي5" أنه يبدو أن السلطات الأمريكية بدلت من سياساتها في حربها ضد "الإرهاب" الدولي" في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وأضاف الوزيران: إنه عندما علمت المملكة المتحدة بتغير السياسات الأميركية، بادرت بريطانيا بتوجيه وتحديد مسؤوليات عناصر أجهزتها الأمنية، "كي تنأى بنفسها عن أي مسؤولية بالتواطؤ أو التورط في عمليات تعذيب",على حد قولهما.

وكانت محكمة استئناف بريطانية قد أمرت الحكومة بنشر معلومات سرية حول اتهامات بتعذيب أحد المواطنين البريطانيين، وهو معتقل سابق في جوانتانامو، من قبل السلطات الأمريكية.

ورفضت المحكمة طعنا قانونيا من قبل وزارة الخارجية البريطانية، طلبت فيه الحفاظ على سرية وثائق تتضمن سبع فقرات عن قضية المحتجز السابق بجوانتانامو، محمد بنيام, والذي اتهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتعذيبه.

واعتقل محمد وهو مواطن أثيوبي مقيم في بريطانيا، في باكستان في أبريل عام 2002، ثم جرى بعد ذلك نقله إلى المغرب، ثم تم احتجازه لسبع سنوات في معتقل جوانتانامو في كوبا.

وجاء في الفقرات السبع التي وردت في وثائق بريطانية: إن "محمد، 31 عاما، تعرض للحرمان المتواصل من النوم، والتهديد خلال التحقيق معه من قبل السلطات الأمريكية، ووضع تحت ضغط نفسي ومعاناة إنسانية كبيرة."