اعتقلت السلطات الأردنية الكاتب الصحفي موفق محادين والدكتور سفيان التل على ذمة قضية أقامها ضدهما عدد من المتقاعدين العسكريين بتهمة "الإساءة للجيش ودماء شهداء الأردن"، على خلفية انتقادهما للدور الأمني لبلادهما  في أفغانستان.

وقرر مدعي عام محكمة أمن الدولة توقيف محادين، الكاتب في صحيفة "العرب اليوم" والتل الناشط في قضايا مقاومة التطبيع مع "إسرائيل" 15 يوما على ذمة القضية.

ووجَّه المدعي العام لكل من محادين والتل تهم "القيام بأعمال من شأنها أن تعكر صفو العلاقات مع دولة أجنبية ، وإثارة النعرات العنصرية والتشجيع عن طريق الخطابات بتغيير الحكومة القائمة ، والقيام بأعمال من شأنها أن تنال من هيبة الدولة ومكانتها" ، إضافة إلى تهمة خامسة للتل وهي "ذم هيئة رسمية "الجيش".

وكان محادين قد انتقد التعاون الأمني الأردني – الأمريكي في أفغانستان, وقال في برنامج على قناة الجزيرة: إن "الأردن ليس شريكاً ولا حليفاً، للأسف هو أسوأ من ذلك، ونحن نحتج على هذه العلاقة، وندعو إلى إقامة علاقة محترمة تحترم سيادة الدولة الأردنية".

وأضاف: "للأسف دخل (الأردن) في ما يمكن تسميته بالاستثمار في الإرهاب، والاستثمار في الإرهاب لا يليق بدولة".

أما الناشط سفيان التل فانتقد في برنامج حواري على قناة "نورمينا" الفضائية الأردنية الوجود العسكري والأمني الأردني خارج المملكة عموماً.

وقال المحامي رياض النوايسة الذي حضر التحقيق مع محادين والتل: إن هذه التهم تقوم على خلفية سياسية تستند في جوهرها إلى عدم قبول الرأي الآخر، وفي الوقت ذاته هي محاولة للجم أي رأي لا يتفق مع التوجهات الرسمية.

وأضاف المحامي: إن توجيه التهم على هذا النحو المستند إلى الخلفية السياسية والخلاف السياسي من شأنه أن يفضي إلى إرعاب المواطنين، وتخويفهم لمنعهم من إبداء رأيهم والتحدث في الشأن العام الذي يخصهم.

وكان ضابط بالمخابرات الأردنية قد قتل في هجوم على قاعدة للاستخبارات الأمريكية في مدينة خوست الأفغانية مما كشف عن دور أمني أردني في دعم الاحتلال في ذلك البلد.

من جهة أخرى, أصيب العديد من الجنود الأمريكيين في انفجار وقع أمس الخميس داخل قاعدة أمريكية-أفغانية مشتركة في شرق أفغانستان.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان لها: إن انفجارا وقع هذا المساء في موقع قتالي متقدم مشترك بين قوات الأمن الأفغانية وقوات إيساف في ولاية باكتيا شرق أفغانستان.

وأضاف البيان: إن "العديد من الجنود الأمريكيين أصيبوا بجروح. لم يبلغ عن سقوط أي قتيل في صفوف القوات الأفغانية ".

ويبلغ عدد قوات الاحتلال الأجنبي في أفغانستان حاليا 110 آلاف جندي وهي تأمل بزيادة عدد الجيش الأفغاني إلى 134 ألف جندي بحلول أكتوبر 2011.