
طلبت قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان من المدنيين الذين يسكنون في قرى إقليم قندهار توخي الحذر والبقاء داخل منازلهم خلال القصف المرتقب الذي يشنه آلاف من جنود مشاة البحرية الأمريكية على منطقة مزدحمة بالسكان خلال الأيام القليلة القادمة.
وتشن قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة شن هجوما كاسحا يعد من أكبر هجماتها منذ احتلال البلاد عام 2001. وتسعى القوات للسيطرة على مرجة وهي منطقة صحراوية تكثر بها القنوات وحقول الأفيون، وتعتبر معقلا رئيسيا لحركة طالبان المقاومة في إقليم هلمند وهو أكثر الأقاليم الأفغانية اضطرابا.
ويعد هذا الهجوم الأول للقوات منذ أن أرسلت الولايات المتحدة بأمر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوات بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان في ديسمبر الماضي. وبلغ عدد القوات الإضافية 30 ألف جندي أمريكي ليصل بذلك إجمالي عدد الجنود المحتلة للبلاد 101 ألف جندي، وهو أكثر من ضعف عدد جنود الاحتلال إبان تولي أوباما رئاسة البلاد في يناير 2009.
ويسعى الاحتلال من خلال هذا الهجوم إلى بسط سلطة الحكومة الأفغانية التي يقودها عميل كرزاي الموالي للاحتلال على المناطق التي تسيطر عليها طالبان. وتقول الولايات المتحدة إنها تسعى لتحقيق ذلك الهدف قبل أن تبدأ القوات الأمريكية في الانسحاب تدريجيا من أفغانستان في منتصف عام 2011.
ومنذ تواردت أنباء عن العملية العسكرية المرتقبة، فر مئات المدنيين من مساكنهم لكن غالبية سكان المنطقة ويقدر عددهم بما يصل إلى 100 ألف بقوا في منازلهم في مواجهة ما يمكن أن تكون معركة من المتوقع أن تكون دامية.
وكانت عمليتان عسكريتان كبيرتان قد شنتهما القوات الأمريكية والبريطانية في أفغانستان العام الماضي أسفرتا عن مقتل عشرات المدنيين إلى جانب مقتل عدد غير مسبوق من جنود الاحتلال، وهو ما دفع المراقبين إلى اعتبار أن الاحتلال خسر في تلك الحرب، بينما خرجت المقاومة مزدهرة مع استمرار سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد، إلى جانب أسرها لجندي أمريكي.
وقال مارك سيدويل الممثل المدني لحلف الاطلسي إن هناك خططا "كافية" لإطعام وإيواء أي مدنيين يفرون لكنه أحجم عن إعطاء أي تفاصيل عن عدد النازحين الذي يمكن للحلف والسلطة الأفغانية مساعدتهم.
وقال سيدويل وهو سفير بريطاني سابق وصل إلى أفغانستان هذا الأسبوع لشغل منصب كبير المسؤولين المدنيين لحلف الأطلسي في كابول الذين زاد عددهم في الآونة الأخيرة: "هناك أسباب وجيهة لعدم الخوض في الإعداد وتفاصيل العملية في هذه المرحلة... ما نستطيع قوله هو أن هناك موارد كافية لإيواء وإطعام من يختار مغادرة المنطقة".
وقال جولاب مانجال حاكم إقليم هلمند إنه حتى الآن نزحت 164 أسرة من المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. وصرح بأنه تم تشكيل مفوضية قادرة على التعامل مع الأزمة.
وقرر مسؤولو حلف الأطلسي نصح المدنيين في مرجة بعدم مغادرة منازلهم وأن قالوا إنهم لا يعرفون ما إذا كان الهجوم سيؤدي إلى قتال عنيف. وقال سيدويل "الرسالة لسكان المنطقة بالطبع هي احتموا وابقوا في الداخل طوال استمرار العملية".