أنت هنا

24 صفر 1431
المسلم/وكالات

أكد الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرا السعودية السابق أن مصافحته لنائب وزير الخارجية "الإسرائيلي" خلال مؤتمر في مدينة ميونيخ الألمانية لا يعني اعترافا من المملكة بـ "إسرائيل".

وقال الأمير تركي: إن مصافحته نائب وزير الخارجية "الإسرائيلي" داني أيالون لم تتم إلا بعدما قام أيالون بالاعتذار عن أمور احتج عليها الأمير السعودي.

وأضاف الأمير تركي في بيان: "لا يجب أن يتم إخراج هذه الواقعة من إطارها أو إساءة فهمها", وتابع: "اعتراضي القوي وإدانتي لسياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين تبقى على ما هي عليه".

وزاد الأمير تركي: "من الواضح أن جيران إسرائيل العرب يريدون السلام، الا أنه لا يمكنهم أن يتحملوا تصرفات تندرج في إطار السرقة، كما أنه لا يجب الضغط عليهم لمكافأة إسرائيل على إعادة أراض لم تكن لها في الأساس".

وشدد على ضرورة "أن تلبي إسرائيل نداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإزالة كل المستوطنات، فعلى الإسرائليين ألا يتوهموا أن السعودية ستعطيهم ما يرغبون به وهو الاعتراف الإقليمي".

وكان نائب وزير الخارجية "الإسرائيلي" داني أيالون قد أحرج الأمير تركي الفيصل خلال إحدى جلسات منتدى الأمن بميونيخ، داعيا إياه من فوق المنصة إلى مصافحته. وتصافح الطرفان بعدما نزل أيالون من المنصة متوجها إلى الفيصل وهو يمد يده للتصافح.

وتأتي تفاصيل القصة عندما رفض وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو حضور ندوة حول "الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط" في منتدى الأمن بمدينة ميونخ الألمانية بسبب مشاركة أيالون فيها. وكان مقررا أن تضم الندوة متحدثين من تركيا والولايات المتحدة والسعودية ومصر و"إسرائيل" وروسيا.

لكن رفض أوغلو حدا بمنظمي المنتدى إلى تنظيم جلستين منفصلتين، ضمت أولاها أوغلو والفيصل والمتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي، بينما ضمت الثانية أيالون وعضو الكونجرس الأمريكي جوزيف ليبرمان والأكاديمي الروسي إيجور يورجينز، بينما تواجد الفيصل في صفوف الحضور.

وفي بداية الندوة الثانية أبدى أيالون استغرابه من عدم جلوسه مع الفيصل في نفس الندوة. وقال أيالون: "نحن نشاهد حلا لندوة من جلستين منفصلتين، وأنا في الحقيقة آسف للقول إنني لم أستطع الحضور في الجلسة السابقة لأني كما فهمت أن ممثلين عن دولة معينة لديها الكثير من النفط لم يرغبوا بالجلوس معنا، وهذا ما يمثل المشكلة في الشرق الأوسط".

لكن الأمير تركي الفيصل علق على كلام أيالون قائلا: "لم أكن أنا من اعترض على حضور السيد ايالون على المنصة (في الجلسة الأولى). وإذا كان هناك أي اعتراض على حضوره فليس لأنه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ولكن ربما بسبب سلوكه الفظ إزاء السفير التركي بإسرائيل".

ورد إيالون قائلا: "طالما أن السيد تركي الفيصل شكك في سلوكي فإني أود أن أعرض شيئا بسيطا: إن لم يكن هو من اعترض على مشاركتي فإنني أدعوه إلى مصافحة يدي الممدودة إليه".

وتابع: "وإن وجدت من الصعب عليك أن تصعد إلى هنا (على المنصة)، فإنني مستعد للنزول إليك ومصافحتك، فهل أنت مستعد لذلك".

وأومأ الأمير تركي بالموافقة، وبالفعل نزل أيالون من على المنصة وتوجه نحو الفيصل الذي قام من مقعده وتقدم خطوات نحو أيالون لمصافحتة.