أنت هنا

23 صفر 1431
المسلم- متابعات

أحرج نائب وزير الخارجية "الإسرائيلي" داني أيالون الأمير تركي الفيصل مدير الاستخبارات السعودية السابق خلال إحدى جلسات منتدى الأمن بميونيخ، داعيا إياه من فوق المنصة إلى مصافحته. وتصافح الطرفان بعدما نزل إيالون من المنصة متوجها إلى الفيصل وهو يمد يده للتصافح.

وتأتي تفاصيل القصة عندما رفض وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو حضور ندوة حول "الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط" في منتدى الأمن بمدينة ميونخ الألمانية بسبب مشاركة أيالون فيها. وكان مقررا أن تضم الندوة متحدثين من تركيا والولايات المتحدة والسعودية ومصر و"إسرائيل" وروسيا.

لكن رفض أوغلو حدا بمنظمي المنتدى إلى تنظيم جلستين منفصلتين، ضمت أولاها أوغلو والفيصل والمتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي، بينما ضمت الثانية أيالون وعضو الكونغرس الأميركي جوزيف ليبرمان والأكاديمي الروسي إيجور يورجينز، بينما تواجد الفيصل في صفوف الحضور.

وفي بداية الندوة الثانية أبدى أيالون استغرابه من عدم جلوسه مع الفيصل في نفس الندوة. وقال أيالون: "نحن نشاهد حلا لندوة من جلستين منفصلتين، وأنا في الحقيقة آسف للقول إنني لم أستطع الحضور في الجلسة السابقة لأني كما فهمت أن ممثلين عن دولة معينة لديها الكثير من النفط لم يرغبوا بالجلوس معنا، وهذا ما يمثل المشكلة في الشرق الأوسط".

لكن الأمير تركي الفيصل علق على كلام أيالون قائلا: "لم أكن أنا من اعترض على حضور السيد ايالون على المنصة (في الجلسة الأولى). وإذا كان هناك أي اعتراض على حضوره فليس لأنه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ولكن ربما بسبب سلوكه الفظ إزاء السفير التركي بإسرائيل".

ورد إيالون قائلا: "طالما أن السيد تركي الفيصل شكك في سلوكي فإني أود أن أعرض شيئا بسيطا: إن لم يكن هو من اعترض على مشاركتي فإنني أدعوه إلى مصافحة يدي الممدودة إليه".

وتابع: "وإن وجدت من الصعب عليك أن تصعد إلى هنا (على المنصة)، فإنني مستعد للنزول إليك ومصافحتك، فهل أنت مستعد لذلك".

وأومأ الأمير تركي بالموافقة، وبالفعل نزل أيالون من على المنصة وتوجه نحو الفيصل الذي قام من مقعده وتقدم خطوات نحو أيالون لمصافحتة.

وكان أيالون قد أثار جدلا واسعا عندما استدعى السفير "الإسرائيلي" الشهر الماضي للاحتجاج على مسلسل تركي يتناول الجرائم "الإسرائيلية". واتخذ أيالون إجراءات مهينة بحق السفير، فتركه ينتظر فترة طويلة، وطلب من الصحفيين الحاضرين أن يسجلوا أن السفير جالس في مستوى أقل من مستوى مقاعد المسؤولين "الإسرائيليين" وأن المنضدة التي في الغرفة عليها العلم "الإسرائيلي" وليس عليها العلم التركي وأنه تمت مقابلته بوجه متجهم.

واعترضت تركيا على سحب سفيرها من "إسرائيل" خلال مهلة ساعات إن لم تقدم إسرائيل اعتذارا رسميا عما حدث. وبالفعل اعتذر أيالون في خطاب رسمي مكتوب سلمه إلى السفير.

وكانت لتركيا مواقف في المحافل الدولية ضد "إسرائيل" بسبب الظلم الواقع على الفلسطينيين. حيث انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مؤتمر دافوس في يناير 2009 بسبب عدم السماح بإعطائه الوقت الكافي للرد على مزاعم الرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز الذي كان يبرر الحرب "الإسرائيلية" الدامية على قطاع غزة في الشهر ذاته.