
قال الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية المحتلة لأفغانستان في تصريحات يوم الأحد إن العملية العسكرية الواسعة التي يجري التحضير لها حاليا في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، تبعث رسالة للمقاومة الإسلامية بأن حكومة كابول الموالية للاحتلال "تبسط سيطرتها" على البلاد.
ويحضر آلالاف من الجنود الأفغان وجنود حلف شمال الأطلسي لتنفيذ عملية واسعة في ولاية هلمند جنوب أفغانستان معقل المقاومة الإسلامية التي تقودها طالبان منذ أكثر من 8 أعوام، والتي انطلقت عقب دخول الاحتلال الأمريكي للبلاد لإسقاط نظام طالبان وذلك في أواخر عام 2001.
وقال ماكريستال خلال مؤتمر صحفي: "ستبعث هذه العملية رسالة قوية مفادها أن الحكومة الأفغانية تبسط سيطرتها أمنيا" في البلاد.
وتقع مارجاه التي تبدأ فيها العملية في قلب إحدى أهم المناطق المنتجة للافيون، الذي يقول الاحتلال إنه مصدر أساسي لتمويل طالبان.
وأضاف ماكريستال: "ليس أمام سكان مرجه الذين يعيشون تحت سلطة طالبان ومع وجود مهربي المخدرات أي خيارات... نحاول أن نقول لهم إنه عندما ستفرض الحكومة الأمن سيكون أمامهم خيار". وتابع "سيمكنهم اختيار ما يريدون زراعته وبيع المنتجات في الأسواق ولن يضطروا إلى التعامل فقط مع مهربي المخدرات الذين يرغمونهم على زراعة الأفيون".
وأكد الجنرال الأميركي أيضا أنه في إطار برنامج المصالحة الذي اقترحه الرئيس حامد كرزاي مع اعتماد سياسة اليد الممدودة إلى من أسماهم بـ"المتمردين التائبين"، فإن العملية التي يتم التحضير لها لن تكون عسكرية فقط.
وزعمت السلطات الأفغانية أكثر من مرة -والولايات المتحدة أيضا- أنها على اتصال ببعض الأشخاص "المعتدلين" في طالبان للتفاوض معهم بشأن وقف المقاومة. لكن طالبان عادت لتنفي ذلك في كل مرة.
واليوم، اعترف الممثل الأمريكي الخاص ريتشارد هولبروك بأن الولايات المتحدة لا تجري محادثات مباشرة مع عناصر طالبان في أفغانستان. وقال أمام مؤتمر ميونيخ الأمني: "دولتنا لا تجري أي محادثات مباشرة مع طالبان"، مضيفا أن أي محادثات من هذا النوع يجب أن تتزامن مع ما وصفه بـ"النجاح العسكري".
لكن الجنرال ماكريستال قال إن قوات الاحتلال "تحاول ألا تجعل هذه العملية عملية عسكرية فقط بل مدنية وعسكرية معا لأن ما سيتغير ليس المستوى الأمني بل أيضا حسن الإدارة"، على حد زعمه.
وكانت عملية مماثلة شنتها القوات الأجنبية ضد طالبان صيف العام الماضي تكبدت فيها قوات الاحتلال خسائر كبيرة في أرواح جنودها، إلى جانب أسر جندي أمريكي. كما أدت هذه العملية إلى سقوط عدد من المدنيين على أيدي قوات الاحتلال.
وأثار سقوط ضحايا مدنيين خلال عمليات القوات الدولية غضبا عارما بين الأفغان، ويقول محللون إن ذلك يشجع المواطنين على الانضمام لصفوف طالبان.