
قتل 16 شخصا في مواجهات بمحافظة الوحدة جنوب السودان بين وقعت بين مربي مواش من قبيلة المسيرية السودانية وعناصر مسلحين من الجنوب، بحسب تصريحات مسؤولين أمنيين اليوم السبت وأعيان القبائل.
وأعلن كول دييم كووم الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) أن أفراد من "المسيرية هاجموا (الخميس) في الساعة السادسة مساء مركزا للجيش الشعبي لتحرير السودان" في قرية قرب بنتيو عاصمة محافظة الوحدة الجنوبية.
وأضاف المسؤول العسكري "سقط في صفوفنا ثمانية قتلى بينهم مدنيون و11 جريحا. وعثرنا أيضا على ثماني جثث من قبيلة المسيرية في ميدان المعركة. لقد لاذوا بالفرار بعد المواجهات ولا نعلم كم سقط في صفوفهم من جرحى".
وقال كوول "إنه هجوم مدبر. هناك قوات تساندهم في الخفاء". ويتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان بانتظام حكومة الخرطوم المركزية بتسليح بعض القبائل والميليشيات لزعزعة استقرار جنوب السودان، ويتخذ ذلك ذريعة لشن تمرد مسلح ضد الحكومة أسفر عن مقتل الآلاف.
فيما يؤكد مراقبون أن الصراعات القبيلية بالبلاد ترجع إلى خلافات حول أماكن الرعي، الذي يعتبر نشاطا حيويا لها.
وترحل قبيلة المسيرية العربية المتحدرة من محافظة قردفان الجنوبية في شمال السودان، كل سنة بحثا عن العشب لمواشيها وتسلك طريقا تقليدية تصل إلى منطقة أبيي المتنازع عليها عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه، إضافة إلى بعض المناطق الجنوبية.
وبعد نهاية الحرب الأهلية قبل خمس سنوات بين الشمال والجنوب في السودان، بادرت السلطات إلى حملة لنزع الأسلحة من السكان وفرضت على المسيرية عدم تجاوز منطقة "بحر العرب" بأسلحتها عندما ترحل بحثا عن الكلأ في المناطق الجنوبية.
ومن جانبه، أكد أحد أعيان قبيلة المسيرية لوكالة فرانس برس وقوع المواجهات. وقال طالبا عدم كشف هويته: "وقعت مواجهات قبلية بين النوير (من كبرى قبائل جنوب السودان في محافظة الوحدة) وأولاد عمران" من قبيلة المسيرية.
وأضاف: "تعودت النوير سرقة مواشينا. قتل تسعة منهم وسبعة من أولاد عمران وسقط العديد من الجرحى"، مؤكدا أنها مواجهات قبلية وليست هجوما من المسيرية على الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وأسفرت أعمال العنف بين القبائل عن سقوط 2500 قتيل ونزوح 350 ألفا آخرين السنة الماضية في جنوب السودان، المنطقة النفطية التي تضاهي مساحتها مساحة فرنسا لكنها متخلفة، وأوقعت مئة قتيل منذ بداية السنة.
وقال ناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان أن مواجهات بين قبيلتي توبوسا السودانية الجنوبية وتوركانا الكينية أسفرت هذا الأسبوع عن سقوط ثمانية قتلى، مؤكدا "تصاعد التوتر" بين القبيلتين.