
في مسعى جديد لتضييق الخناق على سكان غزة, كشف مصدر مسؤول في المفوضية الأوروبية بالقدس المحتلة النقاب عن أن "الاتحاد الأوروبي" أوقف دفع فاتورة الوقود الصناعي المشغِّل محطةَ كهرباء غزة منذ منتصف (نوفمبر) 2009 بطلبٍ من سلطة رام الله برئاسة محمود عباس المنتهية ولايته.
وقال مسؤول الإعلام والاتصال بالمفوضية الأوروبية في القدس شادي عثمان لوكالة "صفا" الإخبارية الأربعاء: "إن الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية ناقشا بداية (نوفمبر) الماضي موضوع الموارد المالية المحدودة المخصَّصة من قِبَل "الاتحاد الأوروبي" لدعم السلطة، وتم الاتفاق مع سلطة رام الله على إعادة تصنيف الأولويات في الدعم المقدَّم إليها".
وأوضح عثمان أنه بناءً على الاتفاق فقد تم توجيه الدعم الأوروبي إلى قطاعات أخرى مثل دفع رواتب موظفي السلطة وتغطية المخصَّصات الاجتماعية للعائلات الفقيرة.
وحسب التقديرات الرسمية سيقع قطاع غزة بعد أقل من 24 ساعة في ظلام كامل إذا لم يدخل السولار بشكلٍ كافٍ اليوم الأربعاء؛ الأمر الذي يهدِّد جميع الخدمات الحياتية؛ بما فيها الخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي.
وأعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية بغزة أنها ستوقف المولد المتبقي بمحطة التوليد الرئيسية بشكلٍ كاملٍ صباح غدٍ الخميس في حال عدم وصول كميات جديدة من الوقود.
وكان "الاتحاد الأوروبي" يموِّل فاتورة الوقود لقطاع غزة على مدار السنوات الأخيرة بمعدل من 9 - 10 ملايين يورو شهريًّا.
من جهته, أكد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن قطع الوقود عن محطة الكهرباء الوحيدة بغزة، سواء من "الاتحاد الأوروبي" أو بالاتفاق مع سلطة فتح في رام الله؛ جريمة إنسانية بكل المقاييس؛ لأن ضحايا هذه الجريمة سيكونون من الأطفال والشيوخ والمرضى والأطفال الخُدَّج.
وقال برهوم : "إن ذلك يعني شلَّ الحياة اليومية لمليونَيْ فلسطينيٍّ، وجرَّ قطاع غزة إلى الكارثة البيئية والإنسانية والصحية؛ لأنها كلها متعلقة بانقطاع التيار".
وشدد المتحدث باسم "حماس" على أن هذا استحقاقٌ قانونيٌّ وأخلاقيٌّ يحتم على "الاتحاد الأوروبي" أن يتخذ قرارًا سريعًا بتشغيل محطة كهرباء غزة الوحيدة ومدِّها بالوقود اللازم.
وأشار برهوم إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي تشارك فيها سلطة رام الله في حصار قطاع غزة؛ فعندما يبرِّر محمود عباس "الجدار الفولاذي" ويبرِّر الحرب المجرمة على غزة فهذه مشاركةٌ فعليةٌ في الحصار، وكذلك عندما ترفض "فتح" المصالحة فإنها تشارك في الحصار.