
أعلنت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم أن بلادها تشعر بالقلق لتدفق الأسلحة إلى جنوب السودان وبعضها أسلحة ثقيلة قبل الانتخابات التي ستجري في أنحاء البلاد في شهر أبريل القادم.
وقالت سوزان رايس عقب اجتماع لمجلس الأمن أمس: "سمعنا اليوم من الأمم المتحدة أنها ليست أسلحة خفيفة فحسب وإنما تشمل بعض ذخائر الأسلحة الثقيلة التي تتدفق (على جنوب السودان) فيما يبدو."
وأضافت: "لم نحصل على معلومات محددة في هذا الشأن." وتابعت: "لكننا شاهدنا في أعمال العنف التي تجري في الجنوب درجة عالية من التطور والفتك في الأسلحة التي تستخدم وهذا مصدر قلق لنا."
وزعمت المسؤولة الأمريكية أن "بعض الأسلحة تأتي من شمال السودان", إلا أنها قالت: "لكنني أتخيل أن الأسلحة تأتي أيضا من أماكن أخرى ونريد تفسيرا كاملا".
وزادت: "إنها منطقة بها ثغرات حدودية وإن الأسلحة تأتي من جميع الاتجاهات".
وكان اتفاق بين الحكومة والمتمردين الجنوبيين في عام 2005 قد أدى إلى اقتسام السلطة وحدد شهر أبريل من العام الحالي لإجراء الانتخابات العامة وعام 2011 لإجراء استفتاء في جنوب السودان على الاستقلال.
وتتهم الحكومة السودانية جهات إقليمية ودولية بتقديم الدعم المالي والعسكري للحركة الشعبية التي كانت تقود أعمال التمرد جنوب البلاد لدفعها للانفصال.
وكانت الخرطوم قد أدانت قرار الولايات المتحدة الخاص بدعم وتمويل حكومة الجنوب سنويا، واعتبرته تدخلا مباشرا في شؤون البلاد.
وقال مستشار الرئيس السوداني علي تميم فرتاك: "نحن ندين بشدة ما جاء في صحيفة "واشنطن بوست" بأن واشنطن قررت تمويل حكومة الجنوب سنويا بمليار دولار بشكل منفصل عن الحكومة المركزية، مؤكدا أن السودان لا يحتاج إلى المساعدة الأمريكية".
وأكد فرتاك أنه في حال انفصال أو وحدة الجنوب ستعترف حكومة الخرطوم بالوضع الجديد.
وقُتل مؤخرا 24 شخصا على الأقل في مواجهات قبلية جنوب السودان، وقال ناطق باسم جيش جنوب السودان: إن مسلحين قبليين قتلوا نحو 24 شخصا على الأقل في اشتباكات في ولاية جونقلي في جنوب السودان.
وتعتقد جماعات مساعدات أن ما يصل إلى 2500 شخص ربما قُتلوا في اشتباكات قبلية منذ مطلع العام الماضي أغلبهم في جونقلي. وتخشى الحكومة السودانية من عدم قدرة حكومة جنوب السودان على ضبط الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرتها مما يؤدي إلى مزيد من حوادث العنف خصوصا إذا انفصل الجنوب عن الشمال.