
تستضيف مدينة إسطنبول التركية الاثنين والثلاثاء قمة تركية باكستانية أفغانية لبحث القضايا الأمنية فيما يتصاعد الحديث عن إمكان التفاوض مع طالبان حول الأمن في أفغانستان.
والتقى الرئيسان الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري الاثنين، في إطار هذه القمة. وسيلي هذه اللقاء الذي يرعاه الرئيس التركي عبد الله جول، اجتماع موسع الثلاثاء لممثلي البلدان المجاورة لأفغانستان وذلك قبل المؤتمر الدولي حول أفغانستان الخميس في لندن.
وبعدما التقى نظيريه الأفغاني والباكستاني كلا على حدة، دعاهما الرئيس التركي إلى قمة ثلاثية هي الرابعة في أقل من ثلاثة أعوام. وعقد أيضا اجتماع غير رسمي بين كرزاي وزرداري.
وستكون القضايا الأمنية في صلب المحادثات، وفق دبلوماسي تركي رفيع رفض كشف هويته.
وأضاف المصدر نفسه أن رؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث سيجتمعون على هامش القمة. وسيعقد أيضا اجتماع بين القادة العسكريين الأتراك والباكستانيين والأفغان.
وكانت الرئاسة الأفغانية أكدت في بيان أن كرزاي سيبحث في إسطنبول مع نظيره الباكستاني في الوسائل الناجعة لمحاربة الإرهاب.
لكن اجتماع إسطنبول يأتي في وقت أكدت فيه قيادة قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان أن لا مفر من حل سياسي يشمل طالبان في النزاع الأفغاني.
واعتبر الجنرال ستانلي ماكريستال في تصريحات لصحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية أن وصول 30 ألف جندي أميركي إضافي من شأنه إضعاف الخصم والسماح بإجراء مفاوضات حول السلام.
وردا على سؤال حول إمكان مشاركة طالبان في الحكومة، قال اعتقد أن أي أفغاني يمكنه أداء دور إذا ركز على المستقبل وليس على الماضي.
وأدت المقاومة الأفغانية التي اشتدت في الآونة الأخيرة إلى إجبار الاحتلال والحكومة الموالية له على التفاوض من أجل حلول أمنية في المنطقة.
واتفق كرزاي مساء الأحد في إسطنبول مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على تنظيم تركيا دورات فصلية لتدريب عناصر شرطة وجنود أفغان.
وبالتوازي مع ذلك، يعقد منتدى للتعاون الاقتصادي بمشاركة وزراء خارجية الدول الثلاث.
وتسعى تركيا المقربة تقليديا من كابول وإسلام أباد والبلد المسلم العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى وساطة بين البلدين الجارين اللذين شاب علاقاتهما التوتر حتى فترة قريبة.
وكان كرزاي يرتبط بعلاقات صعبة مع سلف زرداري الجنرال برويز مشرف إذ كانا يتبادلان الاتهام بالمسؤولية عن انعدام الأمن على طول حدود البلدين التي أصبحت الأوضاع الأمنية فيها متردية خاصة مع فشل الاحتلال الأمريكي الذي تدعمه الحكومتان في كبح جماح المقاومة التي تقودها طالبان بشقيها الباكستاني والأفغاني.
وينتشر نحو 1700 جندي تركي في أفغانستان حيث يقومون بأعمال الدورية والإغاثة في كابول.
ورغم أنها تملك ثاني أكبر جيش في الحلف الأطلسي، ترفض تركيا إشراك جنودها في مهام قتالية ضد المقاومة الأفغانية حرصا منها على عدم محاربة مسلمين، بيد أنها أعربت عن استعدادها لزيادة مساعدتها في مجالي التدريب وإعادة الإعمار.
وينضم الثلاثاء إلى القادة الثلاثة ممثلون لدول جوار أفغانستان لبحث المساعدة التي يمكن أن يقدموها. وأضاف المصدر التركي ما من استراتيجية أفضل من كسب عقول الأفغان وقلوبهم، مشيرا إلى أن حفر بئر واحدة مثلا في بعض الأحيان يمكن أن يكون له قيمة تزيد عن قيمة مشروع مكلف في نظر الناس.
ويعقد الخميس في العاصمة البريطانية مؤتمر دولي حول أفغانستان سيقدم خلاله كرزاي برنامج إنمائي يهدف إلى حض حركة طالبان على تسليم سلاحها. لكن مراقبين يشككون في جدوى ذلك خاصة مع اشتهار إدارة كرزاي باستشراء الفساد المالي بين رموزها.