أنت هنا

10 صفر 1431
المسلم/متابعات/وكالات

استمر انتشال الجثث من الآبار وقنوات الصرف الصحي جراء أعمال العنف التي استهدفت المسلمين في نيجيريا, كما واصل المئات من السكان النزوح من مدينة جوس خوفا من تجدد الاعتداءات.

وأفادت تقارير بأن أعمال العنف امتدت أيضا إلى مناطق قروية. وقدر الصليب الأحمر عدد الذين هربوا من منازلهم بنحو 17 ألفا اضطروا إلى الإقامة بالمخيمات والمدارس والمستشفيات.

ووفقا لآخر التقديرات الرسمية فإن أربعة أيام من العنف الطائفي بمدينة جوس خلفت نحو 460 قتيلا، أربعمائة منهم من المسلمين.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان: إن رجالا مسلحين هاجموا قرية كورو كراما -التي يشكل المسلمون غالبية سكانها- في الـ19 من الشهر الجاري وأحرقوا البعض أحياء وقتلوا آخرين أثناء محاولتهم الفرار, ووصفت ما حدث بالمذبحة.

وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق في "تقارير موثوق فيها عن ذبح 150 مسلما على الأقل من سكان القرية".

وبدوره قال محمد تانكو شيتو -وهو إمام مسجد ينظم عمليات دفن جماعي- إنه تم العثور في كورو كراما على زهاء مائتي جثة. وأضاف أنه "ألقي بكثير من الجثث في الآبار، وكانت متناثرة حولها، وكانت السلطات المحلية تنتشل جثثا أخرى".

وأوضح شيتو ومسؤولون بالصليب الأحمر أنه من الصعب تقدير عدد ضحايا أعمال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد مؤخرا، حيث ما زالت عمليات حصر الجثث جارية.

واندلعت المواجهات بسبب اعتراض "المسيحيين" على بناء مسجد في حي نصراوا غون وهو حي غالبية سكانة من "المسيحيين". وتقع مدينة جوس في القطاع الوسطي بين الأقاليم الشمالية ذات الغالبية المسلمة والجنوبية ذات الغالبية "المسيحية".

 وامتد الصراع إلى البلدات المجاورة، فيما أرسلت السلطات الفيدرالية قوات الجيش بكثافة يوم الثلاثاء إلى جوس لكنه لم ينتشر في محيط المدينة.

  ويشكل المسلمون نحو 55 % من إجمالي عدد سكان نيجيريا البالغ نحو 150 مليون نسمة، بينما يمثل النصارى 40 %، بحسب إحصاءات غير رسمية.

 

وسبق أن وقعت مصادمات بين "المسيحيين" والمسلمين في مدينة جوس في نوفمبر 2008 أسفرت عن مقتل 200 معظمهم من المسلمين. وكانت تلك الخلافات بسبب تزوير الانتخابات لصالح مرشحين "مسيحيين" في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.

 كما قتل المئات في اشتباكات بشوارع جوس عام 2001. وتكرر المشهد ذاته في بلدة يلاوا بعد ثلاث سنوات، عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات نصرانية؛ مما جعل رئيس البلاد آنذاك أولوسيجون أوباسانجو يعلن حالة الطوارئ ويفرض حظر التجول.

 وفي فبراير 2009، حظرت السلطات النيجيرية التجول في مدينة بوتشي شمال شرقي البلاد في أعقاب مقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات طائفية بين مسلمين ونصارى، بسبب قيام نصارى بإحراق عدد من المساجد، وهو ما دفع المسلمين إلى الرد بإحراق بعض الكنائس.

 ويتهم المسلمون السلطات النيجيرية بالوقوف إلى جانب النصارى في المواجهات التي وقعت سابقا والتي تسببت في مذابح دامية للمسلمين.