أنت هنا

8 صفر 1431
المسلم- وكالات

بعد أيام من اندلاع الصدامات بين المسلمين والنصارى في نيجيريا، انتشل الأهالي من آبار في قرية كورو كراما قرب جوس أكثر من 150 جثة لمسلمين قتلوا في المواجهات الدامية التي شنها النصارى.

وقال السبت زعيم القرية عمر بازا في اتصال هاتفي أجري معه من كانو: "لقد عثرنا حتى الآن على 150 جثة في الآبار. ولا يزال 60 شخصا مفقودين".

وصرح إبراهيم تانيمو المسؤول في منظمة إغاثة إسلامية الجمعة أنه تم انتشال 62 جثة من الآبار وأنه يعتقد أنه لا يزال هناك عدد كبير من الجثث".

ولم تنشر حصيلة رسمية للصدامات حتى الآن لكن بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر قتل ما لا يقل عن 160 شخصا ونزح 18 ألفا.

لكن المصادر الإسلامية كانت قد أعلنت أنها تلقت جثامين ما يقرب من 300 مسلم في المسجد الرئيسي بجوس منذ اندلاع المواجهات مساء الأحد الماضي وحتى يوم الثلاثاء. ويضاف إلى ذلك ما يقرب من 800 مصاب نقل العديد منهم إلى المستشفى.

واندلعت المواجهات بسبب اعتراض النصارى على بناء مسجد في حي نصراوا غون وهو حي غالبية سكانة من النصارى. وتقع مدينة جوس في القطاع الوسطي بين الأقاليم الشمالية ذات الغالبية المسلمة والجنوبية ذات الغالبية النصارنية.

وامتد الصراع إلى البلدات المجاورة، فيما أرسلت السلطات الفيدرالية قوات الجيش بكثافة يوم الثلاثاء إلى جوس لكنه لم ينتشر في محيط المدينة.

وفي خطاب بثه التلفزيون مساء الخميس، وعد نائب الرئيس جودلاك جوناثان –الذي يتولى مهام الرئيس الفيدرالي عمر يار أدوا أثناء تلقيه العلاج حاليا بالمملكة العربية السعودية- بأن تلاحق السلطات المسؤولين عن أعمال العنف. ويتهم المسلمون السلطات النيجيرية بالوقوف إلى جانب النصارى في المواجهات التي وقعت سابقا والتي تسببت في مذابح دامية للمسلمين.

ويشكل المسلمون نحو 55 % من إجمالي عدد سكان نيجيريا البالغ نحو 150 مليون نسمة، بينما يمثل النصارى 40 %، بحسب إحصاءات غير رسمية.

وسبق أن وقعت مصادمات بين النصارى والمسلمين في مدينة جوس في نوفمبر 2008 أسفرت عن مقتل 200 معظمهم من المسلمين. وكانت تلك الخلافات بسبب تزوير الانتخابات لصالح مرشحين نصارى في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.

كما قتل المئات في اشتباكات بشوارع جوس عام 2001. وتكرر المشهد ذاته في بلدة يلاوا بعد ثلاث سنوات، عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات نصرانية؛ مما جعل رئيس البلاد آنذاك أولوسيجون أوباسانجو يعلن حالة الطوارئ ويفرض حظر التجول.

وفي فبراير 2009، حظرت السلطات النيجيرية التجول في مدينة بوتشي شمال شرقي البلاد في أعقاب مقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات طائفية بين مسلمين ونصارى، بسبب قيام نصارى بإحراق عدد من المساجد، وهو ما دفع المسلمين إلى الرد بإحراق بعض الكنائس.