
تسببت السيول المدمرة التي تضرب محافظتي شمال سيناء وجنوبها ومحافظات مصرية أخرى في عرقلة خطوات بناء الجدار الفولاذي التي تبنيه السلطات المصرية تحت الأرض عنه حدود قطاع غزة ومصر، بهدف منع الأنفاق الأرضية الواصلة بين الجانبين.
وضربت موجة جديدة من السيول والأمطار مدن سيناء أمس الثلاثاء، فيما أعلنت أجهزة الأرصاد استمرار الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة.
وتسببت تلك السيول والأمطار التي تعرَّضت لها محافظة شمال سيناء في توقف العمل في "الجدار الفولاذي" الذي تقيمه مصر تحت الحدود، والذي من شأنه أن يضيق الحصار على أهالي غزة، إذ يقطع الأنفاق الأرضية التي تعتبر المصدر الأساسي لحصولهم على الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء ووقود.
كما تسبَّبت السيول بتوقف العمل في الرصيف والمرسى البحري الأمني على بعد كيلومترَيْن من العلامة الدولية رقم (١) على الشريط الحدودي، بعد تعذُّر وصول الشاحنات التي تنقل الصخور من وسط سيناء، بحسب موقع "المركز الفلسطيني للإعلام".
ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها، تأكيدات بأنه توقف وصول السلع والبضائع إلى مدينتَيْ رفح والشيخ زويد نتيجة قطع الطريق الرئيسي من مدينة العريش، وأن العاملين بإدخال السلع استغلوا انشغال أجهزة الأمن بالسيول وكثفوا من عمليات جلب البضائع دون دخول الأنفاق التي يُخشَى انهيارها؛ نتيجة استمرار هطول الأمطار التي لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ ٤٠ عامًا.
وتسبَّبت المياه بشطر مدينة العريش لتعزل شرقها عن غربها، كما تسبَّبت بغرق عشرات المنازل في "شارع علي بن أبى طالب" وعدد من الشاليهات في منطقتي الفيلات وغرناطة، وفتح الأهالي المساجد والمدارس ودواوين العائلات لإيواء المتضرِّرين.
وتعرض "مستشفى العريش العام" أيضا للغرق؛ ما اضطر الأهالي إلى نقل المرضى إلى المستشفيات الخاصة، وبدأ عدد من الجمعيات الأهلية حملة لجمع الأدوية والمستلزمات الطبية وتسليمها المستشفيات الخاصة بعد تعذُّر نقلها من مخازن وزارة الصحة التي تعرَّض بعضها أيضا للغرق.
واستخدم بعض الأهالي جرافات خاصة لإقامة حواجز رملية لمنع وصول المياه إلى الشوارع الفرعية، وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من تقاعس الأجهزة التنفيذية عن أداء دورها وإنقاذ عشرات المواطنين المحاصرين.
وترتب على ذلك خروج مئات المواطنبن في احتجاجات وقعت خلالها اشتباكات مع قوات الشرطو. قالت مصدر أمنية إن ضابط شرطة وسبعة جنود وستة من البدو أصيبوا يوم الأربعاء في اشتباك بمنطقة رأس سدر في محافظة جنوب سيناء المصرية.
واحتج السكان على ضآلة مواد الإغاثة الحكومية بعد السيول المدمرة التي تشهدها مناطقهم منذ يومين.
وبدأت السيول مساء يوم الأحد في عدد من المحافظات واستمرت بصورة متقطعة يومي الاثنين والثلاثاء وأوقعت 12 قتيلا على الأقل كما أصابت عشرات الأشخاص وشردت المئات ودمرت العديد من الطرق والمباني وأعمدة الكهرباء.