أنت هنا

5 صفر 1431
المسلم -وكالات

عزز الجيش النيجيري انتشاره في مدينة جوس ومحيطها وسط نيجيريا اليوم الأربعاء، في ظل استمرار المواجهات الدامية لليوم الثالث على التوالي بين المسلمين والنصارى والتي سقط ضحيتها نحو 300 قتيل جميعهم تقريبا من المسلمين.

وأفاد شهود عيان في وسط مدينة جوس عاصمة ولاية الهضبة بأن "الهجمات مستمرة في الأحياء الجنوبية للمدينة في كورو كرامة وبيسيجي وصابونجيدان وقنار". ويتعرض العديد من الأحياء للتخريب والنهب والتدمير، فيما انتشرت أعداد أكبر من الجنود في شوارع المدينة.

وقال شهود عيان إن "هناك المزيد من الجنود يقومون بدوريات أكثر من الأمس"، مؤكدين أنه "تم إرسال تعزيزات" إلى المنتشرة في المدينة منذ يوم الاثنين.

واندلعت المعارك بين المسلمين والنصارى بسبب بناء مسجد في حي نصراوا غون وهو حي غالبية سكانة من النصارى. وتقع مدينة جوس في القطاع الوسطي بين الأقاليم الشمالية ذات الغالبية المسلمة والجنوبية ذات الغالبية النصارنية.

وأوقعت هذه المواجهات وفقا لآخر حصيلة مساء الثلاثاء 288 قتيلا رغم التعزيزات العسكرية وحظر التجول التام.

ونقلت 192 جثة أمس إلى المسجد الرئيسي، إلى جانب 26 مسلما قتلوا الأحد، بحسب إمام المسجد بلعربي داوود. وأشار الإمام إلى إصابة ما لا يقل عن 800 شخص بينهم 90 نقلوا إلى مستشفيات عسكرية لخطورة حالتهم.

من جهتها، أفادت منظمات إنسانية محلية أن هذه الاشتباكات أدت إلى نزوح 20 ألف من إجمالي سكان المدينة البالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة. كما تسبببت الاشتباكات في نقص المياه والأغذية.

وتخضع المدينة لحظر تجول تام على مدار الساعة أعلنته الثلاثاء حكومة الهضبة. إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار المواجهات وفقا لروايات عدد من السكان. لكن السلطات النيجيرية أكدت عزمها على وقف أعمال العنف الطائفية الجديدة التي "لا يمكن التساهل معها".

ويتهم المسلمون السلطات النيجيرية بالوقوف إلى جانب النصارى في المواجهات التي وقعت سابقا والتي تسببت في مذابح دامية للمسلمين.

وتأتي هذه الصراعات فيما يقبع الرئيس الفيدرالي عمر يار أدوا في إحدى المستشفيات بالمملكة العربية السعودية منذ نهاية نوفمبر الماضي لتلقي العلاج، ويتولى مهامه نائبه غودلوك جوناثان. وقال جوناثان في بيان مساء الثلاثاء: "إنها أزمة إضافية ترى الحكومة الفدرالية أنها مرفوضة كليا ويمكن أن تهدد وحدة البلاد".

ويشكل المسلمون نحو 55 % من إجمالي عدد سكان نيجيريا البالغ نحو 150 مليون نسمة، بينما يمثل المسيحيون 40 %، بحسب إحصاءات غير رسمية.

وسبق أن وقعت مصادمات بين النصارى والمسلمين في مدينة جوس في نوفمبر 2008 أسفرت عن مقتل 200 معظمهم من المسلمين. وكانت تلك الخلافات بسبب تزوير الانتخابات لصالح مرشحين نصارى في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.

كما قتل المئات في اشتباكات بشوارع جوس عام 2001. وتكرر المشهد ذاته في بلدة يلاوا بعد ثلاث سنوات، عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات نصرانية؛ مما جعل رئيس البلاد آنذاك أولوسيجون أوباسانجو يعلن حالة الطوارئ ويفرض حظر التجول.

وفي فبراير 2009، حظرت السلطات النيجيرية التجول في مدينة بوتشي شمال شرقي البلاد في أعقاب مقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات طائفية بين مسلمين ونصارى، بسبب قيام نصارى بإحراق عدد من المساجد، وهو ما دفع المسلمين إلى الرد بإحراق بعض الكنائس.