أنت هنا

5 صفر 1431
المسلم/وكالات

بعد الهجوم الطالباني المكثف على كابول والذي طال القصر الرئاسي ومجموعة من المباني الحكومية الهامة تحولت العاصمة الأفغانية إلى بؤرة أمنية مشددة.

وانتشرت التعزيزات العسكرية الأفغانية في أنحاء متفرقة من العاصمة، حيث تقوم العناصر بتفتيش السيارات الداخلة إلى المدينة، كما تمت زيادة الحواجز الأمنية والدوريات الراجلة. ‏

ورأى العديد من المراقبين أن هجوم طالبان الأخير يحمل مجموعة من الرسائل المحلية والدولية أولها: قدرة طالبان على ضرب مواقع حساسة بقلب العاصمة رغم وجود قوات أفغانية ودولية، ووسط استعدادات أمريكية لزيادة عدد قواتها تطبيقاً للاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ‏

كما رأى المراقبون أيضاً أن الهجوم يوجه ضربة كبيرة لمخطط الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لاستمالة بعض عناصر طالبان عبر تقديم مكافآت مالية مقابل إلقاء السلاح. ‏

من جهتها, أصدرت حركة طالبان بيانا يشرح تفاصيل العملية العسكرية الموسعة التي أجرتها في مواقع عسكرية وحكومية في كابول.

وقال البيان: إن ثلاث مجموعات استشهادية تابعة لها شرعت في هجمات فدائية في الساعة 9:45 من صباح الاثنين في قلب كابول العاصمة على قصر رئاسة الجمهورية والمناطق المجاورة له، ومباني وزارات المعادن والعدل والمالية، ورئاسة إدارة الشؤون، وبنك أفغانستان وفندق سيرينا، مستخدمة قذايف آر بي جي ، ورشاشات كلاشنكوف، ومدافع خفيفة الحمل، وقنابل يدوية.

وتابعت: إن أحد مقاتليها ويدعى الحافظ همايون نفذ هجوماً على البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي مقابل تقاطع "بشتونستان وات" أسفر عن مقتل وإصابة عدد من حرس القصر الجمهوري.

وبعد ذلك هاجمت المجموعة الأولي من خمسة عناصر بقيادة الملا محمد علي مبنى تابع لوزارة الاتصالات الكائن بجانب فندق " كابل سرينا"، وبعد مقتل حراس المبني سيطروا على المبنى ومن هناك بدأت هذه المجموعة هجماتها علي القصر الرئاسي، ووزارات المعادن والعدل، والمالية، ورئاسة إدارة الشؤون، وبنك أفغانستان، وفندق سيرينا. ثم اتخذت المجموعة الثانية المكونة من أربعة مجاهدين تحت قيادة  الملا موسي مواقع في صالة العرض "آريانا" وباشرت هجماتها علي مقر وزارتي المالية والمعادن ورئاسة إدارة الشؤون أيضاً.

وبعد ذلك قامت المجموعة الثالثة بقيادة الملا سيف الله على عمارة القريبة من "سينما آريانا" وسيطرت عليها وأفراد هذه المجموعة أيضاً شرعوا في هجماتهم من هذا المكان على مباني وزارات المعادن والعدل، والمالية، ورئاسة إدارة الشؤون.

وزاد البيان: بعد بدء العمليات بساعة ونصف نفذ المقاتل حاجي مسعود هجوماً بواسطة سيارة الإسعاف المفخخة في تقاطع "ملك أصغر" بجانب "كلبهار سنتر" التجاري على قيادة القوة العسكرية الذين كانوا في طريقهم إلى ساحات العمليات، مما أسفر عن مصرع كبار رجال القوة العسكرية في هذا الهجوم.

ثم نفذ هجوم بقنابل في الطريق العام عند "سينما بامير"علي تلك القافلة الأمنية التي كانت تتقدم نحو ساحة الهجمات.

وأشارت الحركة إلى مقتل وإصابة '31' عنصراً من عناصر الأمن ، والجيش والشرطة العميلين في ساحة مبنى القصر الرئاسي ، كما قتل وجرح '22' عنصراً من عناصر الأمن نتيجة عملية استشهادية بسيارة الإسعاف المفخخة في تقاطع "ملك أصغر" ، كما لحقت خسائر كبيرة بمباني الوزارات المشار إليها آنفاً، وأيضاً عطبت عدد من السيارات الحكومية الواقفة في الساحة في الهجوم بسيارة الإسعاف.

وقال البيان: "التحق سبعة أبطال بركب الشهداء من أولئك العشرين استشهادي الذين كانوا قد دخلوا إلى العاصمة كابول لتنفيذ العمليات ، أما البقية فقد عادوا سالمين إلى مراكزهم وفقَ الخطة والتكتيك المعدين مسبقاً، ولديهم إرادة عمليات مشابهة في الفرصة المناسبة إن شاء الله".