أنت هنا

4 صفر 1431
المسلم- وكالات

قتل 192 مسلما في تجدد للاشتباكات بين النصارى والمسلمين في مدينة جوس الواقعة وسط نيجيريا. وفيما ارتفعت سحب الدخان في سماء المدينة على أثر تدخل قوات الشرطة، فرضت السلطات حظرا للتجول على مدار الساعة في أنحاء المدينة.

وقال بالارابي داود إمام المسجد الرئيسي في المدينة: "استقبلنا 156 جثة صباح اليوم و36 جثة أخرى بعد ظهر اليوم ليصل إجمالي عدد الجثث إلى 192".

ويضاف هذا العدد من الشهداء إلى 26 مسلما قتلوا مساء الأحد، إلى جانب إصابة 300 آخرون بجروح، في اشتباكات اندلعت بسبب اعتراض النصارى على بناء مسجد في حي نصراوا غووم الذي تقطنه غالبية نصرانية.

وارتفعت أعمدة الدخان اليوم الثلاثاء في سماء مدينة جوس النيجيرية مع تجدد الاشتباكات. وفرضت السلطات النيجيرية حظرا للتجول على مدار الساعة في المدينة فيما قال السكان إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار وشاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من أجزاء من مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو وسط نيجيريا.

وقال مفوض الإعلام في الولاية غريغوري يينلونغ إن "الحكومة فرضت حظرا للتجول على مدار 24 ساعة على جوس وبوكورو (بلدة صغيرة على مشارف جوس) بعد تجدد أعمال العنف في أجزاء من المدينة". وأضاف أنه "يتعين على كافة السكان البقاء داخل منازلهم فيما يعمل رجال الأمن على إقرار الهدوء".

وعلقت كافة الرحلات الجوية إلى المدينة اليوم الثلاثاء، حسب ما صرحت مصادر المطار وشركات الطيران.

ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان في مناطق "دوتسي أوكو" و"سابون فيغي" و"أوغواروغو" في جوس التي شهدت اندلاع القتال الليلة الماضية، قولهم إن حظر التجول لم يسر بعد في المدينة، وأن القتال مستمر بلا هوادة، أن حظر التجول ليس له أثر في المدينة حيث تسمع أصوات الرصاص في كل مكان إلى جانب الحرائق والدخان.

وقال أحد الشهود: "يبدو أن القسم الشمالي من جوس يحترق بكامله". فيما قال آخر إن المدينة "غارقة في الدخان وإطلاق النار العشوائي يملأ المكان".

وصرح متحدث باسم الجيش أن القتال يوم الأحد كان محصورا في منطقة نساراوا غون، وهي منطقة من المدينة تسكنها غالبية من المسيحيين، إلا أن القتال انتشر ليصل إلى مناطق أخرى.

وقال الكولونيل غالاديما شيكاري: "نعم، لقد تجدد العنف، ولكنني لا استطيع أن أجزم بمدى انتشاره. والعنف غير مركز في مكان واحد، وليس محدودا في منطقة واحدة، إنه منتشر".

وكانت السلطات قد أعلنت أمس الاثنين أن الهدوء عاد إلى المدينة بعد حظر للتجول استمر 12 ساعة، إلا أن الاشتباكات تجددت بقوة فعادت السلطات وفرضت حظرا كاملا للتجول.

وكانت مدينة جوس، الواقعة بين الشمال ذو الغالبية المسلمة والجنوب ذو الغالبية النصرانية، في السنوات الأخيرة مركزا لأعمال العنف الدينية في البلاد. ويشكل المسلمون نحو 55 % من إجمالي عدد سكان نيجيريا البالغ نحو 150 مليون نسمة، بينما يمثل المسيحيون 40 %، بحسب إحصاءات غير رسمية.

وسبق أن وقعت مصادمات بين النصارى والمسلمين في مدينة جوس في نوفمبر 2008 أسفرت عن مقتل 200 معظمهم من المسلمين. وكانت تلك الخلافات بسبب تزوير الانتخابات لصالح مرشحين نصارى في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.

كما قتل المئات في اشتباكات بشوارع جوس عام 2001. وتكرر المشهد ذاته في بلدة يلاوا بعد ثلاث سنوات، عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات نصرانية؛ مما جعل رئيس البلاد آنذاك أولوسيجون أوباسانجو يعلن حالة الطوارئ ويفرض حظر التجول.

وفي فبراير 2009، حظرت السلطات النيجيرية التجول في مدينة بوتشي شمال شرقي البلاد في أعقاب مقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات طائفية بين مسلمين ونصارى، بسبب قيام نصارى بإحراق عدد من المساجد، وهو ما دفع المسلمين إلى الرد بإحراق بعض الكنائس.

وكانت السلطات المحلية قد اعتبرت أن التوتر بين المسلمين والنصارى بدأ بعد خلافات بين الجانبين حول الأماكن التي يحق للمصلين من الجانبين أن يوقفوا سياراتهم بها. لكن شهود عيان أفادوا بأن نصارى قاموا بإحراق مسجدين في حي شعبي في بوشي خلال الليلة التي سبقت اشتعال الاشتباكات، ما أدى إلى قيام المسلمون بإحراق كنيسة ومهاجمة نصارى في اليوم التالي.