
اتهم الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، الولايات المتحدة باستغلال الزلزال الذي وقع في هاييتي الثلاثاء الماضي كذريعة لاحتلال البلد، كما انتقدت الأمم المتحدة الممارسات الأمريكية في هذا البلد المنكوب.
وقال تشافيز: قرأت أن 3000 جندي بدأوا في الوصول، وهم مشاة بحرية مسلحون، كما لو كانوا متوجهين إلى حرب. لا يوجد نقص في الأسلحة هناك. ما يجب أن ترسله الولايات المتحدة هو الأطباء والأدوية والوقود والمستشفيات الميدانية. إنهم يحتلون هايتي بشكل سري.
وأضاف: علاوة على ذلك، لا ترونهم في الشوارع. هل يجمعون الجثث، هل يبحثون عن الجرحى، إنكم لا ترونهم. لم أرهم فأين هم؟.
وتابع: إنه لا يريد التقليل من شأن الجهود الإنسانية التي تبذلها الولايات المتحدة، لكنه يتساءل فقط عن الحاجة إلى مثل هذا العدد من الجنود.
وبدأت الولايات المتحدة في إرسال أكثر من 5000 من جنود مشاة البحرية والجنود إلى هايتي، ومن المقرر وصول مستشفى ميداني إلى هناك الأسبوع الجاري.
وتأتي تصريحات تشافيز بعد تصريحات حليفه رئيس نيكاراغوا، دانييل أورتيغا، والذي كان انتقد الجمعة قرار واشنطن إرسال 10 آلاف جندي إلى هايتي.
من جهتها, انتقدت الأمم المتحدة إشغال الجيش الأمريكي لمطار هايتي ، معتبرة إنزال معدات وجنود في المطار معيقا لعمل وكالات الإغاثة الدولية التي تضطر للانتظار كي تسنح لها الفرصة لتسليم مواد الإغاثة لمنكوبي الزلزال.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الضابط اللوجيستي التابع للأمم المتحدة والمكلف بمهمة الإمداد والنقل جيري إيمانويل: إن معظم الرحلات التابعة للجيش الأمريكي تنقل جنودا ومعدات إلى هايتي.
وأضاف: " الأولوية بالنسبة للجيش الأمريكي هي ضمان الأمن في هايتي ، فيما أولويتنا هي إطعام الناس وعلينا تدبر هذه الأولويات ".
وكان برنامج الغذاء العالمي قام السبت الماضي بشحن كميات من الأغذية والمياه والأدوية إلى هايتي كما تم توزيع 180 طناً من مواد الإغاثة الأمريكية على المتضررين في البلاد.
على نفس الصعيد لا تزال الأوضاع الناجمة عن الزلزال المدمر في هايتي تهدد مئات آلاف الناجين بسبب تباطؤ وصول المساعدات الغذائية والطبية.
يُشار إلى أن الإحصائيات الرسمية لعدد الجثث التي تم دفنها حتى أمس الاثنين بلغت سبعين ألف شخص، وسط تقديرات بأن يفوق عدد القتلى أكثر من 150 ألفا، بينما تقول مصادر الأمم المتحدة إن الزلزال حوّل أكثر من مليون شخص إلى مشردين يتسولون الغذاء والمأوى.