
طلب محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" من وسطاء التدخل لدى "حماس" للسماح له بالتوجه لقطاع غزة لحضور جنازة والدته التي توفيت الأحد. وردت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس بأنها ستتعامل بإيجابيةٍ مع أي طلبٍ ذي بُعدٍ إنسانيٍّ. كما أيدت حماس قرار الحكومة.
وفور إعلان الحكومة قرارها، أصدر أهالي الشهداء الذين قضوا برصاص مليشيات محمد دحلان في أحداث الفلتان الأمني عام 2007 بغزة، بيانا أعلنوا فيه عزمهم التقدم لاستصدار مذكرة اعتقال رسمية بحق القيادي الهارب دحلان حال دخوله قطاع غزة.
وقال مسؤول في مكتب دحلان لوكالة فرانس برس: "إن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عن محافظة خان يونس محمد دحلان طلب من جهات عربية وفصائل فلسطينية التدخل مع حركة حماس للسماح له بالتوجه الى قطاع غزة لحضور جنازة والدته التي توفيت صباح اليوم في خان يونس عن عمر يناهز 80 عاما".
وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه: "توفيت الحاجة سرية دحلان، والدة القائد الفتحاوي والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان بعد صراع مع المرض في منزلها الكائن في حي الأمل في مدينة خان يونس".
ويُتهم دحلان الذي كان مديرا لجهاز الأمن الوقائي في غزة إبان أحداث 2007 بأنه تسبب في مقتل عشرات الفلسطينيين معظمهم من المنتمين لحماس إلى جانب مسؤوليته عن تعذيب معتقلي حركات المقاومة الفلسطينية بسجون الأمن الوقائي، ومن بينهم قياديين في حماس.
ومنذ يونيو 2007، لم يدخل دحلان غزة الخاضعة لسيطرة الحكومة الفلسطينية المنتخبة التي تقودها حماس.
ومن جانبها، قالت حكومة حماس في غزة إنها ستتعامل بإيجابيةٍ مع أي طلبٍ ذي بُعدٍ إنسانيٍّ لزيارة القطاع. وصرح المهندس إيهاب الغصين الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية الفلسطينية الأحد بأن "الحكومة الفلسطينية تؤكد البُعد الإنساني في مثل هذه المواقف".
وشدد الغصين على أن "أي شخص يطلب من الحكومة زيارة غزة إنسانيًّا سننظر إلى طلبه بإيجابيةٍ".
وبدورها، أكدت حركة حماس تأييدها لقرار الحكومة الفلسطينية. ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" القريب من حماس عن صلاح البردويل القيادي في الحركة وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، قوله: "إن حركة حماس مع قرار الحكومة الفلسطينية السماح لأي مواطن فلسطيني بزيارة غزة لأسباب إنسانية ضمن الضوابط الأمنية التي تراها الحكومة، والضوابط الزمانية والمكانية للزيارة".
ونعت الحركة الحاجة سرية دحلان والدة محمد دحلان، سائلة المولى أن يتغمدها برحمته.
لكن أهالي الشهداء الذين قضوا برصاص مليشيات الأمن الوقائي التي كان يقودها دحلان في غزة أثناء الفلتان الأمني عام 2007، أكدوا في بيان نشر اليوم عزمهم التقدم لاستصدار مذكرة اعتقال رسمية بحق القيادي الهارب في فتح محمد دحلان حال دخوله قطاع غزة.
وقال أهالي الشهداء: "سنستصدر مذكرة اعتقال رسمية بحقه في حال دخوله القطاع لاعتقاله والتحقيق معه وتقديمه إلى المحاكمة العادلة بعد توديع والدته رحمها الله تعالى".
وأكد البيان أن "المجرم محمد دحلان مسؤول عن قتل العشرات من أبنائنا المجاهدين الأبرياء الذين قتلوا على يد مجرميه في مجموعات الموت البائدة وبأوامر مباشرة منه عن سبق إصرار وترصد".
وأضاف: "يعلم الجميع حجم الجريمة التي ارتكبها المجرم محمد دحلان وزبانيته الأوغاد، والتي أدت إلى مقتل أبنائنا غدرًا على أيدي فرق الموت التي أسَّسها الهارب دحلان قبيل عملية الحسم العسكري المبارك في غزة".
وتابع: "سنبقى الأوفياء لدماء أبنائنا الشهداء، وسنلاحق القتلة، وعلى رأسهم المجرم دحلان حتى نأخذ القصاص لأبنائنا".