
أعلن أحوازيون ينادون باستقلال أرضهم عن الاحتلال الإيراني، عن ميلاد منظمة قومية لتحرير الأحواز الواقعة على الخليج العربي والمحتلة منذ 1925.
وذكر موقع "سني نيوز" أن المنظمة التي أعلن عنها أمس في العاصمة المصرية القاهرة تحمل اسم "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز" (حَزم)، وتسعى إلى الكفاح ضد احتلال إيران للأحواز.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن ممثل المنظمة في القاهرة عادل السويدي قوله: "نحن لا نؤسس منظمة التحرير هذه في القاهرة، بل نعلن عنها من العاصمة المصرية فقط، لأهميتها التاريخية للعرب"، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب لوزارة الخارجية المصرية بعقد المؤتمر للإعلان عن "حزم"، لكنه لم يتلق أي رد.
قال البيان الذي أعلنه السويدي الذي يحمل الجنسية الهولندية في مؤتمر صحفي: "إن المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز تؤكد، باسم القوى الوطنية والقومية الأحوازية، على التمسك بحق المقاومة والرفض الحازم والشامل لما يقوم به الاحتلال الفارسي الصفوي فيما يسمى بإيران، من محاولات مستمرة لتنفيذ المجازر الاستيطانية البشعة واستشراء النزعات التفريسية، المتفاقمة للأرض العربية الأحوازية".
وأضاف أن "حزم" تسعى لإقامة مركز دائم لها في مصر والحصول على دعم عربي للاستقلال عن طهران، قائلا: إن الأحوازيين يستغلون كل فرصة تسهم في إضعاف النظام الإيراني بما فيها الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مطالبا الجامعة العربية بتبني القضية رسميا والتعامل معها كتعاملها مع القضية الفلسطينية".
وتابع السويدي: إن القضية الأحوازية تشكل مصلحة للأمن القومي العربي، خاصة أن إيران تريد تمزيق مجتمعاتنا العربية، وتحاول تفتيتها، كما حدث في العراق، وما يعاني منه الخليج العربي وفلسطين ولبنان وسوريا". واعتبر أن "اليمن اليوم ممزق بفعل إيران وتدخلاتها التي تهدف لإخضاع هذه الدول لرؤيتها السياسية في المنطقة".
ونفى السويدي الاتهامات بأن الأحوازيين هم بالأساس مواطنون إيرانيون يشكلون حركة انفصالية ضد الدولة الإيرانية، قائلا: "لسنا إيرانيين أبدا.. كانت عصبة الأمم معترفة بحدود الأحواز الجغرافية منذ عام 1925، ومعترفة بأميرنا الشهيد الشيخ خزعل الكعبي، وبالتعامل الاقتصادي وغيره، وكانت قنصليات، كقنصلية بريطانيا وهولندا، موجودة في طهران، وقنصلية أخرى لها في الأحواز.. نرى أن الوجود الإيراني في الأحواز هو وجود غير شرعي في أرض عربية".
وقال في بيانه أيضا: "إن استمرار بقاء مشكلة الأحواز من دون حل يعد خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة، وأن السبب في ذلك يعود إلى تنكر الدولة الإيرانية المحتلة للحقوق الإنسانية كافة والحريات الأساسية لشعب الأحواز".
واتهم البيان إيران بمعاملة الأحوازيين معاملة "تقوم على التمييز السياسي والقومي العربي، وتستند إلى فرض التفرقة العنصرية بين شعبنا، من جهة، وبين الفرس المهاجرين إلى القطر الأحوازي بعد احتلاله عام 1925، من جهة أخرى، الأمر الذي يتعارض مع الالتزام القانوني الذي يرتبه ميثاق الأمم المتحدة تجاه أية دولة محتلة يأتي في مقدمتها الدولة الإيرانية".
ورأى السويدي أن الإعلان عن "حزم" من القاهرة لن يضر العلاقات المصرية الإيرانية المقطوعة أصلا منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وتابع: "لا أعتقد أننا نقوم بعمل مضر لمصر قيادة وشعبا. نحن أتينا لكي نعلن عن وجودنا"، مؤكدا في الوقت نفسه على شرعية الأحوازيين في مقاومة الاحتلال الإيراني، وأن هذه المقاومة تأخذ جوانب متعددة، منها السياسي السلمي والكفاح المسلح".
وذكر موقع "سني نيوز" أن محسن خليل -مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية قبل الإحتلال الأمريكي له- هنأ القوى الوطنية والقومية الأحوازية على قرارها بالتوحد تحت خيمة المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز. كما شكر شعب مصر والقوى الوطنية المصرية على دعمها لشعب الأحواز، وتحدث عن معاني إعلان وحدة القوى المقاومة الأحوازية من القاهرة وإعتبره إمتدادا لدور القاهرة ومصر التاريخي في دعم حركات التحرر العربية وفي العالم الثالث عموما.
ومن جانبها، اعتبرت إيران مؤسسي حزم، هم "بعض الأحوازيين الضعفاء الذين ليس لهم أي ذكر في منطقة الأحواز نفسها، ومنبوذون من المواطنين الإيرانيين قبل الحكومة"، على حد زعم مستشار صحفي في مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة.
ونقلت "الشرق الأوسط" عنه قوله: "هؤلاء يفكرون في تقسيم إيران، وهم ليس لهم مكان في إيران أبدا، حتى في الأحواز مشبوهون.. كما أن عرب إيران يعارضونهم، وهم ضعفاء جدا.. ونحن لا نضع لهم أي حساب".