
أعلنت إيران اليوم الأحد تعليق مشاركتها في أداء العمرة بمكة المكرمة، احتجاجا على مزاعم حجاجها بأنهم تعرضوا لـ"تصرف غير لائق" من جانب رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال المسؤول الإعلامي في هيئة الحج الإيرانية عبد الله ناصري يوم الأحد: "لقد قررنا تعليق مشاركتنا في أداء العمرة بسبب التصرف غير اللائق الذي خصته عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحجاج الإيرانيين"، على حد زعمه.
وأضاف أن هذا القرار اتخذ عند انتهاء موسم الحج في نوفمبر وقد تعرض فيه الحجاج الإيرانيون على حد قوله لسوء المعاملة، مبررا القرار بـ"أسباب دينية وغير سياسية".
وتابع: "للإيرانيين وهم مسلمون شيعة طقوس مختلفة (عن السنة) ما حمل عناصر هذه الهيئة على التدخل بعنف ضد حجاجنا". وتابع "نريد التحقق من أن هذه الممارسات ستتوقف".
من جانبه، قال المسؤول عن تنظيم حج الإيرانيين علي ليالي أن مفاوضات جارية بين طهران والرياض لتسوية هذه المشكلة. ونقلت وكالة فارس للأنباء عنه قوله: "قررنا إجراء محادثات مع السعوديين بسبب التصرف غير اللائق للشرطة الدينية خلال الحج والعمرة" مؤخرا.
ويثير الحجاج الإيرانيون قلاقل خلال موسم الحج، كما يقومون إلى جانب بعض الشيعة السعوديين بأفعال شركية في الأماكن المقدسة خاصة لدى زيارة القبور في البقيع. وبسبب ذلك يضطر رجال هيئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منعهم من ارتكاب تلك الأعمال الشرعية.
وتزايدت حدة المواجهات والمشادات التي يقوم بها الشيعة في الأماكن المقدسة بالمملكة بعد قيام الثورة الإيرانية في 1979.
وكان وزير الحج السعودي قد دعا السلطات الإيرانية إلى عدم تسييس موسم الحج، في أعقاب تصريحات تنطوي على توعدات أطلقها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومرشد الجمهورية الإيرانية على خامنئي.
وتوعدت المملكة بالتصدي لأي محاولات لإثارة الشغب والقلاقل من جانب الشيعة أثناء الحج أو العمرة.
ويبدو أن إيران تسعى من هذه الخطوة إلى ممارسة مزيد من الضغوط من أجل تحقيق مكاسب لحجاجها من أجل السماح لهم ببعض ممارساتهم الشركية. لكن علماء الأمة الإسلامية في المملكة العربية السعودية وخاصة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مدعومين من جانب السلطات الرسمية، يتصدون لهذه الضغوط، ويؤكدون على عزمهم الاستمرار في منع الشيعة من الممارسات الشركية بالأراضي المقدسة.