
حكمت "محكمة الصلح" الصهيونية (البداية) اليوم الأربعاء بالسجن الفعلى لمدة 9 أشهر على الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، إلى جانب السجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ. واتهمت المحكمة الشيخ بـ"التحريض على الاحتجاج" و"الاعتداء على شرطي".
كما فرضت المحكمة الصهيونية على الشيخ صلاح دفع غرامة مالية قُدرت بسبعة آلاف شيقل (حوالي 1750 دولارًا) لأحد أفراد الشرطة، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
ويبدأ تنفيذ الحكم بعد 45 يومًا. وتجمهرت أمام المحكمة جموعٌ غفيرةٌ من المتضامنين مع الشيخ رائد صلاح، كما حضرت قيادات وأعضاء من كل الأطياف السياسية في الداخل والقدس.
من جانبه أكد الشيخ رائد صلاح أنه استقبل الحكم بمعنوياتٍ عاليةٍ؛ معتبرا لحكم ثمنٌ بسيطٌ للموقف الكبير الذي تقوم به الحركة الإسلامية، وهو الانتصار للقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقال الناطق باسم الحركة الاسلامية زاهي نجيدات إن المحكمة أدانت الشيخ رائد بتهمة "أعمال شغب والاعتداء على شرطي وتعطيل عمله أثناء حفريات باب المغاربة" الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، وذلك في 7 فبراير 2007.
وبدأت "إسرائيل" في 6 فبراير 2007 أعمال عند جسر يؤدي إلى باحة الحرم القدسي وأعمال حفريات قرب المسجد الأقصى، وأقامت أعمدة زاعمة أنها تفيد في تدعيم الجسر الذي قالت إنه تعرض لأضرار في عام 2004. وأكدت دائرة الوقف والهيئات الإسلامية في القدس إن الحفريات والجسر تهدد أساسات المسجد الأقصى.
وكان الشيخ صلاح وعدد من أبناء الحركة الإسلامية ومقدسيون يعتصمون عند باب المغاربة أثناء الحفريات إلى أن تم منعه بقرار قضائي قضى بالابتعاد عن باب المغاربة والمسجد الأقصى وأسوار القدس لمسافة 150 مترا.
وفيما يخص الحكم القضائي، قال خالد زبارقة محامي الشيخ صلاح: "يحق لنا الاستئناف حتى 28 فبراير، وندرس كل الاحتمالات لأن الشيخ رائد ونحن غير مقتنعين بعدالة المحاكم الإسرائيلية فيما يتعلق بالقدس والأقصى فهذه محاكم احتلالية وتحكم وفق معايير سياسية".
وأكد "أن القرار بحق الشيخ رائد صلاح هو قرار سياسي وليس قرارا عادلا أو قانونيا لذا فمن الممكن جدا أن لا نستأنف". ومنعت سلطات الاحتلال الشيخ صلاح عدة مرات من دخول المسجد الأقصى وحتى من دخول مدينة القدس على خلفية أحداث المسجد الأقصى.
ويقود الشيخ صلاح الحركة الإسلامية الفرع الشمالي في المثلث الشمالي من أراضي عرب 48 التي لا تؤمن بالتمثيل في الكنيست "الإسرائيلي" ولا تشارك في الانتخابات البرلمانية، وتشارك فقط في الانتخابات المحلية.
وأنشات الحركة الإسلامية الفرع الشمالي عشرات المؤسسات الخدمية والتثقيفية، وتجاوزت اهتماماتها مجتمع أراضي عام 48 أو ما يعرفون بـ"عرب إسرائيل" إلى إغاثة ومساندة الفلسطينيين في الضفة وغزة، ونشطت في تبني قضاياهم وحاجاتهم بما يتعارض مع السياسات "الإسرائيلية" القائمة.