أنت هنا

26 محرم 1431
المسلم- متابعات

أظهرت إحصاءات جديدة نشرتها جمعية "نشطاء حقوق الإنسان المستقلين" بأوزبكستان أن ما لا يقل عن عشرين مسلماً ممن اعتقلوا بتهمة التطرف الديني، استشهدوا خلال عام 2009 المنصرم، تحت وطأة التعذيب الوحشي الذي تعرضوا لها في المعتقلات.

وبناء على المعلومات التي جمعتها الجمعية الحقوقية المذكورة فإن أكثر من مائتي مسلم أوزبكي ألقي القبض عليهم وحكم عليهم بالسجن لمدد طويلة بتهمة الانتماء والعلاقة بتنظيمات وتيارات دينية محظورة في البلاد مثل الوهابية والنورسية وحزب التحرير وغيرها.

وقالت الجمعية في بيان لها إن عدد المعتقلين المسلمين الذين قضوا نحبهم تحت التعذيبات الهمجية التي تعرضوا لها خلال العام الفائت تجاوز عشرين شخصاً. كما تأخر تسليم جثامينهم إلى ذويهم وجرت عمليات تسليم الجثامين تحت مراقبة شديدة من رجال الأمن الأوزبكي وتهديد مباشر بالقتل أو الاعتقال لأقاربهم إن هم كشفوا لوسائل الإعلام أو الصحفيين شيئاً من هذه الأخبار المرعبة.

وفيما يخص المعتقلين الذين مازالوا في السجون، فقد قالت الجمعية إنها قد تلقت رسائل وطلبات وخطابات كثيرة من أقارب وذوي المسجونين المسلمين تفيد بأن ذويهم تعرضوا وما زالوا يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي في عدد كبير من السجون المنتشرة في أنحاء أوزبكستان.

وتضيف الجمعية بأن المحاكمات التي تعرض لها هؤلاء المعتقلون المسلمون إنما جرت وفق ما خططت لها السلطات الأوزبكية وخلف أبواب مغلقة لم يسمح للمراقبين ولا نشطاء حقوق الإنسان ولا أقارب المعتقلين بمشاهدتها.

وكانت السلطات الرسمية قد اتهمت أكثر من ستين شاباً مسلماً بالتورط في اغتيال ضابط رفيع المنصب في وزارة الداخلية هو حسن أسدوف –المسئول عن دائرة محاربة الإرهاب بطشقند-، ومحاولة اغتيال الإمام الحكومي الشهير أنور قاري. لكن أقارب هؤلاء المتهمين يؤكدون أن أبناءهم لا تربطهم أية صلات بهذه الأحداث لا من قريب ولا من بعيد، وأن الاتهامات الموجهة إليهم محض افتراء، مشيرين إلى أدلة كثيرة لديهم تثبت براءة أبنائهم من هذه الجرائم المزعومة.

وفي السياق نفسه، قال بيان الجمعية الحقوقية إن مدينة قارشي بولاية قاشقادريا وحدها قد شهدت في الآونة الأخيرة اعتقال العشرات من المسلمين والنساء المسلمات، وكان من بينهن السيدة ميهري نساء حمداموفا وذوالخمار حمداموفا بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين فتاة مسلمة، وكلهن يتعرضن لتحقيقات مرعبة من قبل السلطات حتى الآن.

ومن بين المعتقلين الجدد هؤلاء الناشط الحقوقي غيب الله جليلوف الذي يتعرض حالياً تعذيبات وضغوط شديدة ليعترف بعدد من الجرائم التي تلفق ضده، بحسب تأكيدات الجمعية.

بالإضافة إلى ذلك، اعتقل عدد آخر من النشطاء الحقوقيين والصحفيين من أمثال غني خان ماماتخانوف وديلمراد سيد الذين، حيث جرت محاكمتهم بتهم باطلة.

ولم يسلم ذو بعض المعتقلين السياسيين المسلين من حوادث الاغتيال الغامضة، حيث لقت زوجة الصحفي المعتقل ديلمراد سيد وأولاده حتفهم في حادث مروع وفي ظروف غامضة حين كانوا متوجهين لزيارة أبيهم المعتقل.