أنت هنا

26 محرم 1431
المسلم/صحف

تحقق الشرطة العسكرية البريطانية في اتهامات بتعرض جدة عراقية عمرها 62 عاما للتعذيب والإعدام على أيدي جنود بريطانيين بعد اقتحام بيتها قبل ثلاث سنوات.

ومن المقرر أن تطلع الحكومة البريطانية على تقارير سرية للشرطة مقدمة من وحدة الجريمة بالبصرة تفيد أن جثة السيدة صبيحة ألقيت على جانب الطريق في كيس جثث في نوفمبر 2006. وكان في بطنها ثقب رصاصة وفي وجهها إصابات تشير إلى تعرضها للتعذيب.

ومن جانبها أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن جنودا تابعين من كتيبة أميرة ويلز الملكية أطلقوا النار على صبيحة عام 2006، لكنها تنكر اغتيالها أو تعذيبها. والقضية تتابعها الآن الشرطة العسكرية الملكية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: إن المرأة وقعت في مرمى النيران أثناء الغارة وماتت بعد ذلك بمستشفى عسكري.

لكن إفادات أسرتها الذين كانوا بالمنزل وقت الغارة، تؤكد أنهم رأوا جنودا بريطانيين يقتادون صبيحة بعيدا بعد إطلاق النار وهي حية.

ويقوم محامو الأسرة الآن باتخاذ إجراء قانوني بالمحكمة العليا بلندن ضد وزارة الدفاع. وقال المحامون: إن المنزل تم اقتحامه في الساعات الأولى يوم 15 نوفمبر 2006، وإن الأسرة اعتقدت أن مجرمين هم الذين هاجموا المنزل. وعلى إثر ذلك أطلق ابن المرأة، كريم المالكي، النار من بندقيته لتخويف الدخلاء لكن الأسرة أشارت إلى أن الجنود بدؤوا يطلقون النار بكل أنحاء المنزل عشرين دقيقة وقتلوا المالكي. وبحسب شهود اعتقل الجنود أخا المالكي وأمه.

وقال أخو المالكي، رعد: إن أمه جذبته إلى ناحية من المنزل واحتضنته خوفا عليه من الرصاص الذي كان يتطاير في كل مكان من المنزل، وكان الاثنان مكشوفين وكانت معجزة أنهما لم يصابا.

 وأضاف رعد: إنه "بعد نحو عشرين دقيقة توقف إطلاق النار ودخل الجنود البريطانيون المنزل ووجه أحد الجنود شعاع ليزر من بندقيته نحوي فرفعت يدي كيلا يطلق علي النار. وجذبني آخر من ياقتي ورفعني ثم ألقاني على وجهي على الأرض. وكان مع الجنود كشافات وعندها رأيت أخي كريم جالسا ومستندا إلى الحائط وكان ساكنا ورأيت بركة من الدم حوله. وكان من الواضح أنه كان ميتا. ثم ما لبثت أمي أن صاحت وناشدت الجنود وهي تنادي اسم أخي واسمي. ورغم تألمي من هذه النداءات فإني علمت أنها كانت ما زالت حية".

وأضاف: "بينما كنت راكعا على الأرض سمعت أمي تناديني وكريم بصوت عال فنظرت ورأيت أربعة أو خمسة جنود يسوقونها أمامي فناديت عليها ورأيتها وهي تحاول تغطية رجليها ببطانية. ولم أصدق هذه المعاملة المهينة لأمي العجوز. ثم رأيت الجنود يقتادونها إلى سيارة عسكرية ورأيت أحدهم يضربها على ظهرها بعقب بندقيته ونزعوا البطانية عن ساقيها وغطوها بها وأقحموها في السيارة".

وأوضح رعد أن المرة التالية التي رأت فيها الأسرة صبيحة كانت عندما أبلغتهم الشرطة أنهم وجدوا جثة على طريق الزبير السريع.

 وتواجه قوات الاحتلال البريطانية  47 اتهاما جديدا بإيذاء وتعذيب مدنيين عراقيين.