
أغلقت كل من ألمانيا واليابان وفرنسا سفاراتها اليوم الاثنين, بعد إغلاق سفارات كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأسبانيا في صنعاء خوفا مما قيل عن تهديدات صادرة من تنظيم القاعدة .
كما واصلت السفارات الأجنبية في اليمن وتحذير رعاياها وحثهم على أخذ الحيطة والحذر للسبب ذاته طبقا للبيانات الصادرة عنها.
وتأتي هذه التطورات في ظل البروز الأخير لتنظيم القاعدة في اليمن والذي أضحى يواجه حربا معلنة من السلطات اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية ومؤخرا المملكة المتحدة.
وكانت طائرات حربية قد قصفت في 17 و24 من ديسمبر الماضي مراكز تقول الحكومة اليمنية إنها لتنظيم القاعدة في كل من أبين وشبوة وصنعاء.
وفي حين قالت مصادر رسمية إن الضربات شنتها الحكومة كإجراء وقائي واستباقي لما كانت ستقوم به تلك العناصر المستهدفة, أكدت وسائل إعلام خارجية, أبرزها محطة التلفزيون الأمريكي "سي بي اس" أن قوات أمريكية هي من قصفت تلك المراكز بصواريخ الكروز.
وفي سياق متصل ، أعلن مسؤول أمن يمني لرويترز اليوم الاثنين عن مقتل 2 من مقاتلي القاعدة وأصابة ثالث في اشتباكات مع القوات الحكومية في اليمن.
وقال المسؤول "المعارك مستمرة" وأضاف ان المتشددين هم على الارجح وراء التهديدات التي أدت الى اغلاق السفارات الأجنبيه في صنعاء.
ومن جانبها حذرت صحيفة "الاندبندنت" كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من العواقب الوخيمة التي قد تحدث نتيجة إقدامهما على محاربة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، مضيفة أنه قد يأتي فيه يوم على واشنطن ولندن يعضان فيه أصابع الندم بسبب تدخلهما.
وذكرت الصحيفة أن إنشاء فرقة لمكافحة الإرهاب من أفراد أمن يمنيين مدربين على يد قوات أجنبية سيكون سلاحا ذا حدين، فيما تعمل الحكومة اليمنية على تصوير أعدائها الكثر سواء أكانوا من المسلحين الشيعة أو الانفصاليين في الجنوب على أنهم حلفاء للقاعدة.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن بودين قولها في تصريح لها "أعتقد أنه سيكون خطأً كبيراً تحويل ذلك إلى جبهة ثالثة، حين يُعدّ العراق وأفغانستان إلى حد ما جبهة أولى وثانية. وإذا حاولنا التعامل مع هذه المشكلة باعتبارها مشكلة أمنية أميركية، فإننا سنواجه خطر تفاقم المشكلة".
ووصفت صحيفة الخليج الإماراتية موقف الجامعة العربية مما يدور في اليمن بأنه مضحك ويبعث على الغثيان, في حين أبدت قلقها من الدعوة التي وجهتها بريطانيا لاجتماع دولي أواخر الشهر الحالي للنظر بأوضاع اليمن، موضحة بأنها إشارة للسعي إلى تدويل الأزمة اليمنية، بكل ما يحمله التدويل من مخاطر خصوصاً أن لافتته سيكون عنوانها "محاربة الإرهاب",
واستطردت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "تداركوا اليمن" لما أسمتها بالمؤشرات التي كانت تدل خلال العام الماضي على أن الأوضاع في اليمن غير مستقرة بل وتتجه نحو التصعيد، وأن أصابع الفتنة تمتد إلى غير مكان فيه، وأن التدخلات الخارجية تعمل بإصرار على إثارة الانقسامات والتوتر, وكانت الشواهد كثيرة على استهداف اليمن وتحويله إلى بؤرة صراع، ونقطة متفجرة في المنطقة تسهل التدخل الخارجي في شؤونه، بهدف تحقيق غايات ليست في مصلحة اليمن ولا في مصلحة المنطقة والعرب, حد ما جاء فيها.
وأضافت أن اليمن تحول من خلال موقعه الاستراتيجي على مدخل البحر الأحمر والخليج العربي إلى نقطة صراع يتم استثمارها من جانب الدول الغربية للقبض على المنطقة من خلال استقدام المزيد من الجيوش والأساطيل، التي ستضاف إلى تلك المتواجدة على السواحل الصومالية بزعم مقاومة القرصنة.
واختتمت الخليج الإماراتية افتتاحيتها بالتأكيد على أن اليمن إذا دخل حمأة الصراع بهذا الشكل المفتوح والمفضوح، حسب وصفها, فعلى الجميع أن يتلمسوا رؤوسهم، فاليمن ليس ساحة معزولة، بل في قلب المنطقة, وعندما يتحول اليمن إلى كرة نار فإن شررها سيتطاير في كل إتجاه.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة نيويورك تايمز ما عنوانه ؛ عميل خاص فى مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) من 1997 إلى 2005، يؤكد أن اليمن ليس جبهة جديدة للحرب ضد المنظمات الإرهابية، وإنما فى حقيقة الأمر، اليمن كان جبهة فى هذه الحرب منذ 12 أكتوبر عام 2000 عندما فجر تنظيم القاعدة المدمرة كول، الأمر الذى أسفر عن مقتل 17 بحاراً أمريكياً فى ميناء عدن. وتشير الصحيفة إلى أن المتفجرات التى استخدمت فى هذه العملية تم شراؤها فى اليمن، بل وكان معظم المعتدين والمتواطئين معهم من اليمنيين، لذا بعد العملية تفاخر "الإرهابيون فى معسكرات القاعدة بأفغانستان" بما حدث، وهتفوا قائلين "نحن اليمنيون دمرنا الكول".
ويقول صفوان "باعتبارى عميل الـ"FBI" المكلف بالتحقيق فى هذه العملية بين عامى 2000 و2005، قضيت أعواما فى اليمن لملاحقة المسئولين، ووجدنا شبكة كاملة تابعة لتنظيم القاعدة فى البلاد".
ويرى الكاتب أن اسم اليمن ارتبط بالأعمال الإرهابية حتى قبل تفجير المدمرة كول، فمثلاً معظم منفذى عملية تفجير سفارة شرق أفريقيا عام 1998 سافروا عبر اليمن أو استخدموا جوازات سفر يمنية مزورة .
ويرى صفوان أن اليمن ملجأ متميز للقاعدة لعدد من الأسباب، أولها موقعها الجغرافى فى الطرف الجنوبى من شبه الجزيرة العربية، فاليمن يستطيع الوصول إلى أبرز ساحات المعركة، مثل المملكة العربية السعودية والصومال والعراق وأفغانستان، كما أن حدود البلاد ليست آمنة، هذا بالإضافة إلى أن العشائر القبلية تتعاطف مع فكرة تحكم القاعدة فى أماكن متفرقة من البلاد، الأمر الذى يعطى الإرهابيين الفرصة للتحرك بحرية كبيرة داخل وخارج البلاد.