
أكد فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر المشرف العام على موقع المسلم في درسه اليوم الأحد أن عدم فهم المعنى الحقيقي للانتصار يؤدي إلى الغلو والتطرف أو التفريط والاستسلام والتنازل.
وقال فضيلته: إن الانتصار للداعية كما أوضح العلماء ينقسم إلى ثمانية أنواع منها: الانتصار بالحجة والبيان كما قال الله تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا" بالرغم من مقتل بعضهم وعدم إيمان أحد بالبعض الآخر, وكما جاء في قصة أصحاب الأخدود الذين قتلوا في سبيل دعوتهم وكان فوزهم بثباتهم على مبادئهم.
وأضاف: إن مهمة الداعية هي إبلاغ الناس الحق دون أن يكون مسؤولا عن هدايتهم؛ فالانتصار ليس هو جمع الناس على الحق "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
وتابع: إن من معاني الانتصار أيضا الانتصار في المعركة كما حدث يوم بدر للمسلمين, وفرق فضيلته بين قتال الدفع وقتال الطلب, مشيرا إلى أن العلماء اشترطوا للقتال الثاني شروطا معينة أما القتال الأول فهو واجب على كل أحد حتى وإن عذر البعض في تركه لأسباب تتعلق به.
وأكد فضيلته أن أعظم النصر في الثبات على المبدأ, مشيرا إلى أن الجهل بهذه الحقيقة أدى إلى غلو بعض الأشخاص الذين تورطوا في أعمال العنف والتفجير كما حدث في بعض البلدان الإسلامية في الأعوام العشرين السابقة, أو في تفريط البعض الآخر الذين تساهلوا وتنازلوا في فتاواهم كما حدث مؤخرا ممن أباحوا الاختلاط و التبرج والسفور حتى وصل الأمر إلى قضايا العقيدة مثل إباحة الاحتفال بـ "عيد الميلاد" أو "الكريسماس".
ولفت فضيلته إلى أن الداعية إذا قال كلمة الحق فقد أدى ما عليه ولا يضره بعد ذلك إصرار البعض على الضلالة أو سخرية البعض منه كما يحدث الآن على بعض الفضائيات ضد الدعاة.
وأثنى فضيلته على القتال في فلسطين والشيشان وجنوب المملكة ضد الرافضة, واعتبره من الجهاد الحقيقي.