
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور إسماعيل هنية في الذكرى الأولى للعدوان الآثم على قطاع غزة إن "العدوان الذي شنه الاحتلال الصهيوني على القطاع كان قاسيًا داميًا وطال كل شيء فيه".
وأوضح هنية أن غزة أصبحت عصية على المعتدين، مشيرًا إلى أنها أعلنت عن انتصارها بصمودها وثباتها حين فشل الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب؛ حيث ظلت المقاومة في مواقعها، وأجبرت القوات المعتدية على الانسحاب من أراضي غزة بلا شرطٍ ولا قيدٍ، ولم تتنازل عن حقها في المقاومة واقتناء السلاح والدفاع عن شعبها.
ونقلت جريدة "الغد" الأردنية في عددها الصادر اليوم الأحد عن هنية قوله أن "الحرب على غزة لم تكن نزهة كما تصور قادة الاحتلال، وكما زين له العملاء والمرجفون"، مؤكدًا أن "أية حرب جديدة على غزة -كما يهدد قادة الاحتلال بين الفينة والأخرى- ستكون هزيمة جديدة لهم".
ودعا هنية حركة "فتح" إلى الوحدة الوطنية، مطالبًا "بتأسيس قواعد ثابتة للمصالحة والتوافق، واستعادة زمام المبادرة فلسطينيًّا والالتفاف حول برنامج وطني شامل، وبناء المرجعية القيادية المتمثلة في "منظمة التحرير" بمشاركة الجميع على أسسٍ سياسيةٍ وإداريةٍ".
وأضاف إن "الضفة مستباحة من قِبَل جنود الاحتلال و"المستوطنين" مقابل وجود شكلي رسمي فلسطيني غير فاعل وعاجز عن الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني أو حتى إنذارهم بوجود العدوان، ومرتبط بمدى درجة التعاون مع الاحتلال، كما تبين مؤخرًا في نابلس من اغتيال عناصر "شهداء الأقصى" الذين حصلوا على عفو سابق من الاحتلال وقتلوا في ظل ذلك الوجود الرسمي".
وأوضح: "لقد وقعت غزة طيلة اثنين وعشرين يومًا تحت النار والعدوان المتواصل بكافة الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، ولكنها كانت صابرة تسطر البطولات وتتصدى للعدوان وتتحدى المتآمرين والمرجفين ولا تزال؛ حيث استطاعت دماء غزة وجراحاتها أن تحرك العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه للتنديد بجرائم الاحتلال والمطالبة برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر".
وتابع هنية "لا تزال غزة تواجه هذا الحصار الظالم، ولكنه يتهاوى كل يوم أمام الصمود والإرادة والتحدي والحفاظ على الثوابت والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن "القلاع لن تسقط ولن تخترق الحصون، خاصة بعدما ازداد الشعب قناعة بطريقه ومنهجه المقاوم الرافض الخنوع والانحناء أمام عواصف المؤامرات مختلفة الأصناف والأنواع".