
قال عضو في مجلس محافظة ميسان جنوب العراق، أن القوات الإيرانية التي توغلت في الأراضي العراقية مازالت متواجده قرب البئر النفطية التي سيطرت عليها يوم الجمعة الماضي، كما طالب مجلس محافظة صلاح الدين حكومة المالكي باتخاذ موقف واضح من إيران ومنع تدخلها في شؤون العراق الداخلية على خلفية احتلال البئر.
وقال عضو مجلس محافظة ميسان ميثم لفتة إن “الإيرانيين انسحبوا من البئر بعدما أنزلوا العلم الإيراني وابتعدوا مسافة تقدر بخمسين متراً” . وأكد ميثم لفتة العضو في مجلس الأمن والدفاع في المحافظة “ما زالوا في داخل الأراضي العراقية” .
وخرجت تظاهرة عراقية في مدينة الحويجة للتنديد بتوغل القوة الإيرانية، حيث رفع المتظاهرون شعارات، كما رددوا هتافات تطالب الحكومة العراقية بالتحرك الفوري للتصدي لما وصفوه بالاحتلال الإيراني، ودعوا القوات الأمريكية ب”حماية حدود العراق” .
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب اليوم الثلاثاء جلسة لمناقشة قضية التدخل الإيراني الأخير من اجل توجيه رسائل إلى الحكومة لتأخذ زمام المبادرة لحل هذه المسألة لأن هذا الأمر موكول بها .
وأكد المجلس في بيان له: تناقلت الانباء احتلال إيران جزءا من حقل الفكة الجنوبي في ميسان مستغلة الظرف الذي يمر به العراق بما يؤكد دور إيران في أضعاف العراق من خلال دعم الإرهاب والتخريب السياسي.
وعبر المجلس عن استعداده للوقوف مع ابناء عشائر الجنوب ومجلس محافظة ميسان في التصدي للعدوان والحفاظ على سيادة العراق وثرواته، داعيًا في الوقت ذاته قوات الاحتلال الامريكية بتحمل مسؤولياتها بموجب البند السابع لميثاق الامم المتحدة الذي لا يزال العراق تحت طائلته، وكذلك بموجب اتفاقية الاذعان بين حكومة المالكي والولايات المتحدة التي تلزم واشنطن بحماية اراضي العراق من العدوان الخارجي.
من جهة أخرى، أكد مصدر أمني عراقي أن “القوات الإيرانية موجودة حاليا على بعد 50 مترا من البئر، فيما تنتشر قوات عراقية أخرى من حرس الحدود وحماية النفط على مسافة 200 متر عن البئر من الجانب الآخر”، فيما أكد احد الفنيين في شركة نفط الجنوب ان الكوادر العراقيين يتعرضون لمضايقات من قبل القوات الإيرانية منذ سقوط نظام صدام حسين في ،2003 وأوضح “كنا نذهب كمجموعة من مهندسين وفنيين الى البئر لأغراض إجراء أعمال صيانة لان البئر مغلقة منذ ،1997 وأضاف “لكن القوات الإيرانية تقوم بإطلاق النار من حولنا لإخافتنا ومنعنا من الاقتراب” . وأضاف حسن المعروف بأبو قاسم ان “آخر مرة حاولنا الوصول للبئر كانت في الصيف الماضي، وقام الإيرانيون بإطلاق النار حولنا ومنعونا من الاقتراب” .
من جانبها، أوضحت مجلس النواب عن جبهة التوافق تيسير المشهداني أن كل الساسة العراقيين أجمعوا بأن هذا تدخل بالشأن الداخلي العراقي يعد انتهاكاً للسيادة العراقية، خصوصاً أن العراق يعتمد على ما يحققه النفط من إيرادات بالتالي أن دخول القوات العسكرية الإيرانية للعراق وضرب الشرعية الدولية تعد انتهاكا صارخا . وأكدت أن هذا التدخل يفرض علينا واجباً وطنياً للتصدي له وتوحد جميع القوى السياسية لعدم السماح لأي دولة خارجية بالتدخل وانتهاك السيادة العراقية .
كما أكد عضو مجلس النواب عن التوافق عمر الهيجل أن التدخلات الإيرانية ليست الأولى، إذ إن القوات الإيرانية تأتي لتحتل هذه البئر ثم تنسحب منها، مبيناً أن هذه الأعمال الاستفزازية تمارس على الحدود العراقية - الإيرانية منذ دخول الدبابات الأمريكية إلى بغداد .