2 محرم 1431
المسلم ـ وكالات

كشفت صحيفة بريطانية النقاب عن وجود تعاون وثيق بين جهاز المخابرات الأمريكية الـ(CIA) وأجهزة الضفة الغربية التابعة لمحمود عباس في تعذيب مختطفي حركة حماس في سجون الضفة المحتلة.

وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن CIA تشرف على طبيعة عمل أجهزة عباس الأمنية وتؤثر في ذلك لدرجة أن هذه الأجهزة "أصبحت تمثل ذراعًا أميركيًّا متقدمًا في جهود مكافحة (الإرهاب)". 
 
وجاء في تقرير نشرته الصحيفة صباح اليوم الجمعة أن مختطفي حماس يتعرضون لتعذيب وحشي داخل تلك السجون وعلى أيدي تلك الأجهزة والتي تتمثل في الشبح المتواصل والحرمان من النوم وجمع أعداد كبيرة في غرف ضيفة، ناهيك عن السجن دون محاكمة.
 
كما شددت الصحيفة على أن المخابرات الأمريكية التي تشرف على تدريب تلك الأجهزة تعلم جيداً بان هناك عمليات تعذيب وحشية ضد مختطفي حماس إلا أنها تغض الطرف عن ذلك ولا تحرك أي ساكناً.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية لم تكشف عنها أن "التعاون بين "CIA " وجهازي "الأمن الوقائي" و"المخابرات العامة" التابعين للسلطة الفلسطينية في رام الله، والمتهمين بتعذيب عناصر تنتمي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يعني من وجهة نظر منظمات حقوق الإنسان أن واشنطن تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان، على الرغم من توقيع الرئيس باراك اوباما أمرًا تنفيذيًّا حظر فيه التعذيب".

واعتبر دبلوماسيون ومسؤولون في المنطقة أن التعاون بين هذه الأجهزة وثيق جدًّا لدرجة أن الـ"CIA" تعتبر جهازي "الوقائي" و"المخابرات العامة" "من ممتلكاتها"، بينما قال مصدر دبلوماسي إن النفوذ الأميركي في هذين الجهازين كبير جدًّا إلى حد اعتبارهما "الذراع المتقدمة في الحرب على "الإرهاب"، وفقًا لتقرير الصحيفة.

ورغم عدم وجود أية أدلة على أن عمليات التعذيب تمت بدراية من ضباط الـ"CIA" وإشراف منهم، فإن تقرير الصحيفة أكد أن "الـ"CIA" كانت على علم بحالات التعذيب، لكنها لم تحرك ساكنًا لإيقاف هذه الممارسات"، مشيرًا إلى أن من أبرز وسائل التعذيب أثناء الاستجواب الضرب المبرح، والتقييد في أوضاع مؤلمة لأوقات طويلة، والحرمان من النوم، وحشر أعداد كبيرة من السجناء في زنازين ضيقة، يضاف إلى ذلك أن معظم المعتقلين والموقوفين يُعرضون على محاكم عسكرية وليس محاكم مدنية تقضي بوجوب مثول المتهم أمامها في فترة أقصاها ستة أشهر وإلا يُطلق سراحه. 

كانت العديد من منظمات حقوق الإنسان والوسائل الإعلامية المستقلة كشفت عن ذلك التعذيب وعن أساليب أقسى تستخدم لتعذيب مختطفي حماس لا لشيء اقترفوه إلا أنهم يقول أننا ننتمي لحماس ونمارس انتمائناً سياسياً والذي يكفل أي قانون في العالم.
 
وقد أدت بعض حالات التعذيب تلك إلى استشهاد العديد من مختطفي حماس، ونقل عشرات آخرين  إلى المستشفيات نتيجة حالات نزيف حاد تعرضوا له نتيجة ذلك التعذيب الوحشي.