أنت هنا

23 ذو الحجه 1430
المسلم- وكالات

وجهت الحكومة الفلبينية اليوم الأربعاء تهمة التمرد إلى قادة فصيل مسلح كانت قد استخدمته لكبح المقاومة الإسلامية في جنوب البلاد، بعد قيام هذا الفصيل بمجزرة وثبوت ضلوعه في قتل 200 شخص. وفي ذات الأثناء، اتفقت الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية التي تقاتلها على توقيع اتفاق لإنهاء الصراع بحلول إبريل المقبل.

وقال مساعد وزير العدل ريكاردو بلانكافلور للصحفيين اليوم الأربعاء إن أندال أمباتوان زعيم الفصيل المسلح الذي وضعته الحكومة منذ ثماني سنوات على رأس السلطة في ماجوينداناو وأحد أبنائه هم بين 24 شخصا وجهت إليهم تهمة التمرد في مدينة كوتاباتو جنوب البلاد.

وأضاف بلانكافلور أن ابنا آخر لزعيم الفصيل هو زلداي أمباتوان الذي يتولى منصب حاكم منطقة مسلمة تحظى بحكم ذاتي في جنوب الفيلبين، في عداد الأشخاص الـ24 الذين وجهت اليهم الاتهامات.

واعتقل أندال الأب وأربعة أفراد آخرين من الفصيل السبت الماضي بعد ساعات على قرار الرئيسة جلوريا أرويو فرض الأحكام العرفية في ماجيندانانو. كما سبق أن اعتقل أحد أبناء أمباتوان، وهو أندال أمباتوان الابن، ووجهت إليه 25 تهمة بالقتل قبل فرض الأحكام العرفية.

وفرضت الفلبين أحكاما عرفية منذ الجمعة الماضي في ماجوينداناو إثر مجزرة وقعت في 23 نوفمبر وقتل فيها 57 شخصا ونفذها فصيل أندال أمباتوان الأب وهو حليف الرئيسة أرويو. وقالت أرويو إن هناك حاجة لاستخدام القوة العسكرية لوقف تمرد فصيل أمباتوان بعدما هددت ميليشياته -التي يبلغ تعدادها نحو ثلاثة آلاف عنصر- بشن هجمات في حال اعتقال قادتها على أثر المجزرة.

وكانت الحكومة قد سمحت لأمباتوان وأقربائه بتشكيل مجموعات مسلحة كجزء من استراتيجيتها لقمع المقاومة الإسلامية المستمرة منذ فترة طويلة في ماجوينداناو وأقسام أخرى من جنوب الفيليبين.

وأمباتوان ذاته هو مسلم لكنه حليف الرئيسة أوريو في حربها على المسلمين.

وتشتبه الشرطة في أن نجل أمباتوان وهو مسؤول محلي قاد مجموعة تضم أكثر من مئة مسلح قامت بخطف ثم قتل أشخاص كانوا في موكب ينقل نساءً هم أقرباء منافس سياسي له إلى جانب مجموعة من الصحفيين.

وعلى أثر تلك الفضيحة، أعلنت أوريو إنهاء تحالفها مع فصيل أمباتوان الذي اتهم بتدبير المجزرة في محاولة لوقف منافس سياسي من الترشح لمنصب حاكم الإقليم في انتخابات السنة المقبلة.

وأكدت منظمات حقوقية في الفلبين توصلها لمعلومات من شهود عيان تفيد بضلوع الفصيل في قتل ما يقرب من 200 شخص خلال فترة حكمه.

أما على صعيد مفاوضات الحكومة الفلبينية مع المقاومة الإسلامية بقيادة جبهة تحرير مورو، قال وسيط المحادثات الماليزي عثمان رزاق اليوم الأربعاء إن الجانبين يأملان في توقيع اتفاق بحلول إبريل المقبل لإنها الصراع المستمر منذ عقود والذي خلف 120 ألف قتيل.

وقال رزاق الذي قام بدور الوساطة في محادثات استمرت يومين في العاصمة الماليزية كوالالمبور إن الجانبين اتفقا أيضا على السماح بعودة مراقبين دوليين مرة أخرى وإعادة تفعيل مجموعة مشتركة لعزل المسلحين والعصابات الإجرامية في مناطق النزاع.

وأضاف: "اتفقنا على البدء في مفاوضات حول اتفاق شامل... نأمل في التوقيع على الأرجح بحلول نهاية الربع الأول من العام المقبل في مارس أو أوائل أبريل".

وتجري محادثات متقطعة منذ 12 عاما بين الفلبين وجبهة مورو الإسلامية للتحرير لإنهاء الصراع في جنوب البلاد. وكان فريق المراقبة الدولي ومجموعة العمل المشترك قد انسحبت من البلاد منذ أكثر من عام بعد تصاعد المواجهات في المناطق المسلمة جنوب البلاد.

وأنهت الفلبين مفاوضات السلام في أغسطس 2008 بعد أن علقت المحكمة العليا في البلاد اتفاقا تم التوصل إليه في المفاوضات ويقضي بتوسيع منطقة الحكم الذاتي المسلمة في مينداناو، مما أثار غضب المسلمين والمقاومة.