أنت هنا

21 ذو الحجه 1430
المسلم ـ وكالات

طالب عدد من الدعاة والمفكرين بمقاطعة سويسرا وسحب ودائع المسلمين من مصارفها، وذلك على خلفية الاستفتاء الذي جرى في سويسرا حول حظر بناء المآذن.

وأعرب عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عن تقديره لجهود رئيس الاتحاد السويسري، هانز ميرتس، وحكومته لعدم صدور قرار بحظر بناء المآذن في البلاد، وكذلك مواقف الأساقفةالسويسريين، الذين أعلنوا أن الاستفتاء الذي جاء لصالح حظر بناء المآذن يشكل ضربة قاسية لحرية المعتقدات، وكذلك موقف الفاتيكان الذي أيد موقف أساقفة سويسرا في هذا الشأن.

ودعا عضو هيئة كبار العلماء "المسلمين في سويسرا وفي غيرها من البلدان الأوربية ، إلى معالجة قضاياهم من خلال القانون".

محذرًا في الوقت ذاته "من خطورة أعمال الأحزاب العنصرية المتطرفة على الحوار والتعاون بين المسلمين وغيرهم من أتباع الأديان والحضارات".

من جانبه، دعا الداعية الإسلامي خالد الشمراني ، إلى ضرورة البدء في تنفيذ حملة واسعة النطاق لمقاطعة البضائع والمنتجات السويسرية والامتناع عن السفر إلى سويسرا، وخاصة السياح أثناء موسم الصيف".

ومن جهته أكد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن استفتاء الشعب السويسري الذى أسفر عن موافقة 57.5 % منه على حظر بناء المآذن يكشف التناقض الصارخ بين تغنّي الشعب السويسري وتباهيه بالديمقراطية وحرية الأديان وبين المضمون العنصري لهذا الاستفتاء ومعارضته للدساتير ومواثيق حقوق الإنسان، والحرية الدينية، والتنوع الحضاري وقال الاتحاد فى بيان وقعه رئيسه الدكتور يوسف القرضاوى: اليوم المآذن وغدا المساجد نفسها!! وما الذي يمنع ذلك ما دام اليمين العنصري المتعصب ضد الأجانب هو الذي يقود الحملة، ومن المعلوم لدى الجميع أن المآذن إنما هي دليل على مكان العبادة، وليس لها أية دلالة سياسية أو غيرها، بل هي رمز عمراني جميل يدل على تسامح البلد، وتنوعه الديني والثقافي.

وطالب الاتحاد الأقلية المسلمة في سويسرا بالتزام الهدوء وعدم الانفعال والعمل على سلوك الطرق السلمية الحضارية والقانونية في التصدي لمثل هذه المواقف، وفي مقدمتها العمل مع العديد من المنظمات والجمعيات المحلية والدولية التي عبرت عن موقفها الرافض لهذا الاستفتاء، وما ترتب عليه من نتائج، لمعارضته لأبسط قوانين حقوق الإنسان العالمية من حقه في العبادة وبناء أماكنها بالشكل الذي يراه، وطالبها بالعمل العمل على رفع شكاوى للمحاكم الفدرالية السويسرية والأوروبية ومحكمة حقوق الإنسان، للطعن في قانونية نتائج هذا الاستفتاء.

وقال د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري ، أنه لا ينبغي ألا يكون هذا الاستفتاء وسيلة لاستدراج المسلمين ليعتبروا المآذن معركة الدين لأن المآذن رمز حضاري اختلفت أشكاله في بلدان وعصور إسلامية مختلفة، وعلى أبناء المسلمين في سائر البلدان الغربية أن يستوحوا من حضارة الغرب تصميم مساجدهم ومآذنهم ليتجاوزوا مؤامرات غيرهم.
كما أكد د.جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية وأستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر أن حظر سويسرا إقامة مآذن جديدة أمر لا يستحق الضجة المثارة الآن، لان المآذن ليست من أساسيات المساجد، ويقول:لقد كانت المساجد في عهد رسول الله"صلى الله عليه وسلم" بدون مآذن،بل إن إقامتها مسألة حديثة،والهدف منها هو أن يقف المؤذن في مكان مرتفع ليرفع الآذان ويخطر المسلمين بأنه قد حان وقت الصلاة ،وبالطبع هذا الأمر يصلح في دولنا الإسلامية،لكن في الدول الأوروبية لا يكون بنفس السهولة والترحاب .