
عزلت الحكومة الصومالية يوم الأحد قائدي الشرطة والجيش بعد يومين من مقتل ثلاثة وزراء في هجوم بالعاصمة ووفاة وزير رابع اليوم متأثرا بجراحه. يأتي ذلك فيما اتفقت الحكومة وحركة "أهل السنة والجماعة" الصوفية المسلحة على التعاون في مواجهة المعارضة المسلحة.
وأفاد المتحدث باسم الحكومة عبدي حاجي جوبدون اليوم بأنه تم عزل قائد الشرطة عبدي حسن أوال وقائد الجيش يوسف حسين. وقالت وكالات الأنباء إن الوزراء الصوماليون كانوا يناقشون بالفعل منذ عدة أسابيع تغيير قائدي الشرطة والجيش من أجل تعزيز الأمن.
وأضاف المتحدث: "عين على محمد حسن السفير السابق قائدا للشرطة كما عين محمد جيلي كاهي العقيد بالجيش قائدا للجيش الصومالي". وأوضح أن "رئيس الوزراء وحكومته وافقا على هذه التغييرات من أجل معالجة المشاكل الأمنية في الصومال".
وطرد حسين من منصب قائد الشرطة في عام 2007 وحل أوال محله. ويحمل حسين رتبة العقيد منذ ما يقرب من عام.
وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من قيام شخص بتفجير نفسه الخميس الماضي خلال حفلة دراسية كان يحضرها عدد من الوزراء. وقتل وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي ووزيرة الصحة على الفور في الحادث إلى جانب مقتل 24 شخص وإصابة آخرين.
وأعلن اليوم عن وفاة وزير صومالي رابع هو وزير الرياضة أمس السبت في نيروبي متأثرا بجروح أصيب بها خلال اعتداء الخميس في مقديشو.
من جهة أخرى، ذكر موقع "الصومال اليوم" الإخباري أن الحكومة الصومالية توصلت إلى اتفاق مع جماعة "أهل السنة والجماعة" الصوفية المسلحة، يقضي بالتعاون بين الجانبين في مواجهة المعارضة المسلحة التي تمثلها حركة "الشباب" و"الحزب الإسلامي" الصومالي.
وقد صرح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الصومالي عبدي حاجي غوبدون للصحافيين أن البنود الأولية للاتفاق تتضمن العمل بالشريعة الإسلامية، واتخاذ المذهب الشافعي المذهب الرسمي للبلاد.
وقال إنه تقرر عقد اجتماع موسع بين الطرفين خلال شهر ديسمبر الجاري.
ووقع الاتفاق من جانب الحكومة الصومالية وزير الداخلية عبد القادر علي عمر، كما وقع لجانب "أهل السنة" المسؤول في التنظيم عبد الولي شيخ محمد شيخ عبدلي.
وقد تطرق الاجتماع البحث عن سبل التعاون لمواجهة ما سمي بـ "العدوان الأجنبي على البلاد" والمتواطئين لهم داخل البلاد من "الشباب" و"الحزب الإسلامي".
ومن جهته، أكد وزير الداخلية في الحكومة الصومالية الشيخ عبد القادر علي عمر في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن الاتفاق سيسهم في التسريع لإيجاد حل للمعضلة الأمنية في ظل تزايد الاعتداءات على الشعب الصومالي.
ويعد فصيل "أهل السنة والجماعة" المسلح الذي لمع اسمه مؤخرا في وسائل الإعلام الصومالية منافسا قويا للجماعات الإسلامية التي تحارب الحكومة الانتقالية الصومالية.