
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في العالم الإسلامي ضد الحظر السويسري على بناء مآذن المساجد، فاعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي نتيجة الاستفتاء السويسري على حظر بناء مآذن جديدة منافية لمواثيق حقوق الإنسان والحرية الدينية والتنوع الحضاري و"ستترتب عليها مراجعات كثيرة".
وذلك في بيان للاتحاد شدد على أن نتائج الاستفتاء كشفت عن "تناقض صارخ" بين تغني السويسريين وتباهيهم بالديمقراطية وحرية الأديان و"بين المضمون العنصري والإسلاموفوبي" للاستفتاء.
وأوضح البيان أن المآذن دليل على مكان عبادة وليست لها دلالة سياسية وهي رمز عمراني جميل يدل على تسامح البلد وتنوعه الثقافي والحضاري.
واعتبر البيان أن نتيجة الاستفتاء خيبت آمال مسلمي العالم، مضيفا أن "كثيرا من المراجعات ستترتب عليها" وستطرح كذلك أسئلة عن جدوى التقارب والحوار بين المسلمين وغيرهم في العالم الإسلامي والغرب.
أما الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو فقد أعرب في بيان له أيضًا عن "خيبة امله وقلقه ازاء نتيجة الاستفتاء".
وقال الامين العام للمنظمة التي تضم 57 دولة يعيش فيها اكثر من مليار مسلم، ان الحظر يعد "نموذجا جديدا يجسد مشاعر العداء المتنامي ضد الاسلام والمسلمين في اوروبا من قبل جماعات اليمين المتطرف العنصرية والمعادية للمهاجرين وللاجانب، والتي تقف في وجه المواقف الحكيمة والمنطقية والقيم العالمية".
وأوضح انه مقابل انخراط المسلمين في مكافحة التطرف، "نرى ان المجتمعات الغربية اصبحت اليوم رهينة للمتطرفين الذين يستغلون الاسلام ككبش فداء وقاعدة لتنفيذ أجندتهم السياسية التي تكرس الاستقطاب والتشرذم في المجتمعات"
وناشد احسان اوغلو المجتمعات المسلمة "الالتزام بالوسائل السلمية والديموقراطية في التعبير عن آرائها بشأن هذه المسألة"
من جانبه، اعتبر الرئيس التركي عبدالله غول أمس أن الاستفتاء السويسري بشأن الحظر “مناف لحقوق الإنسان وللحريات”، وقال أيضاً انه “معيب للسويسريين”.
وأضاف أنه يجب أخذ هذه القضية على محمل الخطورة، كونها “عنصراً لافتاً لإظهار كيف أن الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام) تنمو في العالم الغربي”.
ومن جهته، قال عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الايسيسكو” أمس إنه “حزين جداً” لتصويت السويسريين على حظر بناء المآذن، معتبراً أن التصويت تعبير عن “روح ضيقة وغير متسامحة”.
وأعرب التويجري عن صدمته لقرار الحظر السويسري، وقال إن هذا التصرف يدل على التعصب والانغلاق وهو بالتالي قرار خاطئ “لا يخدم التعايش وحوار الحضارات”.
وبدوره، استهجن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية رئيس مجلس الافتاء الأعلى الشيخ محمد حسين أمس الاستفتاء السويسري، وعبر عن أسفه الشديد لإعطاء ذلك القرار صفة الإجماع الشعبي، ما فتح المجال واسعاً للآراء المتطرفة التي تناهض الإسلام وتحاربه.
كما استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأدرن وأبرز أحزاب المعارضة في البلاد أمس قرار حظر بناء المآذن في سويسرا.
وقال الحزب في بيان على موقعه الالكتروني إنه “يرى في هذه الخطوة حضاً على الكراهية والعنصرية والتمييز الديني” ويعتبرها “شكلاً من التحريض على إيذاء المسلمين في سويسرا وكافة أنحاء العالم”.