
اتهمت حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية المعارضة الأربعاء برنامجَ الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتدمير الزراعة المحلية من خلال جلب كميات كبيرة من المؤن المجانية خلال موسم الحصاد في البلاد. وطالب إياه بوقف استيراد مؤن الإغاثة إلى الصومال على الفور وشراء المنتجات الزراعية المحلية لدعم المزارع الصومالي وتقديم الإغاثة للمحتاجين.
وقال مكتب الحركة المختص بالإشراف على شؤون الوكالات الأجنبية في بيان له إن واردات البرنامج التابع للأمم المتحدة أصبحت حاجزا أمام طريق الاكتفاء الذاتي الصومالي. وأضاف: "تقرر أنه يجب أن يكف برنامج الأغذية العالمي فورا عن جلب المؤن الغذائية من خارج الصومال وأن يشتري الأغذية من مزارعين صوماليين ثم يتم توزيع هذه الأغذية على المعوزين".
وأوضح أن "جلْب كميات هائلة من المؤن الغذائية المجانية خاصة خلال موسم الحصاد كان مدمرا لصناعة الزراعة في الصومال وأثني الشعب الصومالي بدرجة كبيرة عن التجارة الزراعية".
وقالت الحركة التي تسيطر على مساحة واسعة من البلاد إن على جميع رجال الأعمال المحليين المتعاقدين مع برنامج الأغذية العالمي إنهاء تلك العقود قبل الأول من يناير 2010 وأن على البرنامج أن يفرغ مخازنه ويتخلص من مخزوناته من الأغذية بحلول نفس الموعد.
ويعاني الصومال من الجفاف، كما أدى القتال الدائر بين المعارضة الصومالية والحكومة الانتقالية والقوات الإفريقية إلى جانب الاحتلال الإثيوبي الذي انتهي في يناير الماضي، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد حيث صارت أحد أكثرها حدة على مستوى العامل، خاصة مع نزوح الآلاف من منازلهم بسبب الحرب.
ويقول خبراء أن 3.76 مليون شخص أو نصف سكان الصومال بحاجة الآن للمساعدات وأن ثلاثة أرباع هؤلاء يتركزون في المناطق الوسطى والجنوبية.
ويعد برنامج الأغذية العالمي لاعب أساسي في الاستجابة الدولية لهذه الحالة الطارئة لكنه يعتمد في مساعداته على شراء أغذية من شركات بدول غربية تجني من هذه الصفقات أموالا طائلة.
وفي حال اعتمد البرنامج على المنتجات المحلية فإن هذا من شأنه أن يقلل تكلفة الإغاثة الغذائية ما يزيد عدد المستفيدين، كما سيدعم في الوقت ذاته القطاع الزراعي في البلاد.
ويقول خبراء إن قيادات حركة الشباب أصدروا بيانات صارمة فيما سبق ثم خففوا من حدة موقفهم بعد ذلك.
وتأتي الأوامر الجديدة الصادر من حركة الشباب تجاه برنامج الغذاء العالمي في وقت تسيطر الحركة على معظم المحافظات الجنوبية في الصومال وتسعى إلى بسط نفوذها في مناطق جديدة بعد خلافها الأخير مع حليفها السابق الحزب الإسلامي.
ويقول موقع "الصومال اليوم" إن أوامر الحركة تلقى عادة آذانا صاغية بسبب سطوتها الكبيرة ويدها التي تطال كل من يتجرأ معارضة أوامرها.