
يعتزم المتهمون الخمسة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر الدفع ببراءتهم خلال محاكمتهم في نيويورك.
وأكد سكوت فينسترميكر محامي أحد المتهمين في القضية المدنية، أن موكله علي عبد العزيز علي سيدفع ببراءته "لتجري محاكمته ويبرهن على براءته". وأضاف: "هناك دفاع ويريد أن يمثله"، ملتزما الحذر بعدما أكد لعدد كبير من وسائل الإعلام الأميركية في عطلة الأسبوع الماضي أن كل المتهمين سيفعلون الأمر نفسه "للتعبير عن رسالتهم".
وأكد محام يشارك في الإجراءات القضائية الاستثنائية في معتقل جوانتانامو سيئ السمعة بكوبا التي كانت تعالج ملف اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر "إذا أردت أن أعتمد على حدسي أقول إنهم سيدفعون ببراءتهم لأنهم يعرفون كيف يعمل النظام".
وأوضح أنه "أمام المحاكم الاستثنائية من الأفضل على الأرجح الاعتراف بالتهم إليهم ليتحولوا ضحايا لكن أمام محكمة للحق العام من الأفضل أن يدفعوا ببراءتهم" للتوصل للغاية نفسها.
ويعني دفع المتهم ببراءته في محاكمة جنائية في الولايات المتحدة إن مرحلة أولى من المحاكمة نظمت ليتمكن المحلفون من تحديد ما إذا كان المتهم مذنبا أو غير مذنب، بعد دراسة كاملة للوقائع وهي في هذه الحالة الهجمات التي أودت بحياة حوالى ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وإذا رأى المحلفون أن واحدا أو أكثر من المتهمين مذنبون، تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة "الإدانة" التي تدرس فيها الظروف التخفيفية أو التشديدية التي يمكن أن تخفف الحكم أو تزيده.
وعندما يعترف متهم بالاتهامات الموجهة إليه -كما فعل زكريا موسوي المتهم بالتخطيط للأحداث ذاتها في محاكمته عام 2006- فإن محاكمته تقتصر على المرحلة الثانية.
وقال محام عسكري إن الفارق في المهلة بين الحالتين يمكن أن يبلغ أشهرا وحتى سنوات. وأضاف أنه "أمام محكمة فدرالية، الأمر لا يستحق إطلاقا الإقرار بالذنب بما أن ذلك لن يجنبهم حكم الإعدام"، خلافا للقاعدة أمام محكمة عسكرية، موضحا أنه لن يقدم نصيحة كذلك إلى أي موكل.
لكن خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة ووليد بن عطاش وعلي عبد العزيز علي ومصطفى الحوساوي ليسوا متهمين عاديين وقد يكون هدفهم خصوصا استخدام محاكمتهم منبرا لتوجيه رسالة إلى الرأي العام.
وكان القاضي العسكري لثلاثة من المتهمين قد سمح لهم بتمثيل أنفسهم في يونيو 2008 "من الجلسة الأولى بينما كنا نعرف ما تعرضوا له في سجون وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، بدون أي تحقيق أو تقييم مفصل"، على حد قول هذا المحامي علي عبد العزيز علي.
ورأى محام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أنهم إذا واصلوا اندفاعهم وطلبوا الدفاع عن أنفسهم "فهذا يسمح لهم بالتحكم بشكل أكبر بالمحاكمة" وبألا يقدموا سوى العناصر التي يريدونها. وتابع إنه واثق من أنهم سيفعلون ذلك.