
حذرت السلطات الأمنية بالمملكة العربية السعودية من إثارة الاضطرابات أو التظاهر أثناء موسم الحج، بينما يستعد حوالي 2.5 مليون مسلم لأداء شعائره. وأكد مسؤولين سعوديين أن المملكة لن تسمح بأي شئ في موسم الحج يخالف ما شرعه الله.
وشدد اللواء منصور التركي المتحدث الأمني الرسمي باسم وزارة الداخلية على أن كافة أنواع التظاهر ممنوعة خلال الحج، بالرغم من تأكيده على عدم توقعه حدوث مشاكل.
ودعا الحجاج إلى الالتزام بالمناسك مشيرا إلى أن "إجراءات اتخذت للحفاظ على صحتهم وأمنهم وسلامتهم".
وكان الحجاج الإيرانيون قد أثاروا قلاقل في موسم الحج عام 1987، لكن الأمن السعودي تصدى للمتظاهرين الإيرانيين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 400 حاج بينهم 275 إيرانيا.
وتوترت العلاقات بين البلدين إثر هذه الحادثة ومنع الإيرانيون من الحج حتى عام 1991.
وفي عام 1979 حاصر مئات المسلحين المتطرفين بقيادة جهيمان العتيبي الحرم المكي على مدى أسبوعين، حيث وقعت مواجهات أدت إلى وقوع عدد كبير من القتلى قبل أن يستعيد الجيش السعودي السيطرة على الحرم. وكان حوالي نصف عدد القتلى الـ250 من الجنود السعوديين. وأعدم بعدها 67 مسلحا.
وقال تركي إنه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لألا تتكرر مثل تلك الأحداث في المستقبل. كما تريد السلطات السعودية تفادي أحداث التدافع مثل تلك التي أودت بحياة حوالي 364 شخصا في 2006.
ومن جانبه، قال الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، إنه لن يسمح أن يساء لهذه المناسبة أو لأي حاج أيا كانت جنسيته.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد بمقر معسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة في مكة المكرمة: أن المملكة لن تسمح بأي شئ في موسم الحج خلاف ما شرعه الله. وتابع: "سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم القيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج، نرجو ألا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء لا يعد ركنا مطلوبا في أداء نسك الحج".
وتمنى ألا تضطر السعودية إلى استخدام قوتها الأمنية الضاربة، وذلك تأكيداً على حرص المملكة على أن يمر موسم الحج بسلام وقد استفاد منه الحجيج بما يرضي مقصدهم الديني من دون تسييس أو إثارة للفتن والتفريق بين المسلمين.
وحول التصريحات الإيرانية بخصوص الحج قال الأمير نايف "لقد سمعنا من الأشقاء في إيران أشياء متناقضة، ولكن الأخيرة طيبة، والمسؤولون الإيرانيون وصلوا إلى هنا في المملكة ونحن نأمل منهم أن ينصرفوا إلى أداء هذا النسك كما أمرهم الله به وما علمنا به نبينا صلى الله عليه وسلم".
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد العام اللجمهورية على خامنئي قد أصدروا تصريحات الشهر الماضي أثارت جدلا، حيث هدد نجاد "باتخاذ الإجراءات اللازمة" إن فرضت قيود على الحجاج الوافدين من إيران. كما تحدث خامنئي عن ما أسماه المعاملة السيئة التي يلقاها الحجاج الإيرانيون. وقال إن على الشيعة التعبير عما يواجهونه من أخطار تتهدد وحدتهم.
وردا على ذلك قال وزير الحج السعودي إنه لا يجوز لطهران استغلال موسم الحج لأغراض سياسية.