
عقدت اليوم الاثنين جلسة برلمانية عاصفة في الهند، جرى خلالها مناقشة تقرير حكومي تم تسريبه إلى البرلمان وتضمن اتهامات لزعماء المعارضة الهندوسية بضلوعهم في تدمير مسجد بابري الأثري ببلدة أيوديا.
واضطرت رئاسة البرلمان إلى رفع جلسته مرتين، وهتف زعماء من المعارضة "العار العار" داخل القاعة، ملقين باللائمة على الحكومة في تسريب التقرير.
ونشرت صحيفة "إنديان إكسبريس" اليوم ما قالت إنها مقتطفات من التقرير الذي جاء فيه أن زعماء حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي المتعصب ضد المسلمين لعبوا دورا في التخطيط لتدمير المسجد.
ومن بين الأسماء الواردة في التقرير رئيس الوزراء السابق أتال بيهاري فاجبايي وزعيم المعارضة الحالي لال كريشنا أدفاني.
وكانت حشود هندوسية غاضبة قد دمرت مسجد بابري الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في بلدة أيوديا بشمال الهند عام 1992 بدعوى أنه أقيم على مكان مولد ملكهم الإله راما.
وأدى تدمير المسجد وقتها إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الهندوس والمسلمين شملت أرجاء الهند وأودت بحياة أكثر من 3000 شخص.
وامتنعت الحكومة عن تأكيد التقرير، لكن في حال تمكن البرلمان من إثبات صحة ما جاء فيه فإن هذا سيمثل ضربة أخرى لحزب المعارضة الرئيسي "بهاراتيا جاناتا" الذي يعاني من الخلافات والمشاحنات الداخلية بعد هزيمته في الانتخابات العامة وانتخابات الولايات.
ويرفع التقرير، الذي تم تقديمه للحكومة في يوليو الماضي وقالت إنها ستعرضه على البرلمان في الدورة الحالية، قدرا من الضغوط عن الحكومة التي تواجه حتى الآن معارضة منسقة في دورة برلمانية بدأت الأسبوع الماضي، ومن المفترض أن تناقش مسائل مثل رفع أسعار السلع الغذائية.
يذكر أنه قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تعهد حزب حزب "بهاراتيا جاناتا" ببناء معبد هندوسي على أنقاض مسجد أيوديا، في حال فوزه في الانتخابات. وقال زعيم الحزب آنذاك راجناث سينج: "سنبني معبد رام في أيوديا، ونحن بانتظار الفرصة المؤاتية. ليس بإمكان أحد أن يضعف تصميمنا".
وكان الحزب قد اضطر إلى التخلي عن خططه لتشييد المعبد بضغط من حلفائه العلمانيين في الائتلاف الحاكم عندما فاز في الانتخابات التي جرت عام 1999.
ويعاني المسلمين في الهند اضطهادا من جانب الهندوس سواء على مستوى الأشخاص أو الحكومة. كما تقوم جماعات هندوسية متطرفة بإحراق المساجد وتنفيذ مذابح بحق مسلمين.